المتنبي يرثي نفسه - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

نما بيني وبين الحُبِّ غابُ
أقلُّ حُماةِ وحشته الكلابُ
أسيرُ إلى ظلامٍ من ظلامٍ
ويرجعُ قبل عودتيَ الغيابُ
وسيفي صار مُختنقا بكفِّي
لقبضتهِ دمٌ شكواه نابُ
لكل كريهةٍ ُظلَلٌ برأسي
يُكفكِفُ شمسَ هجعتِها الترابُ
وسعيُ الحاسدين إلى اتهامي
بهِمَّتيَ .. الظهورُ به احتِجابُ
أنا المذكورُ والناسي كثيرا
كأنِّي لو سُئِلتُ عطا أُجابُ
طويتُ الأرضَ من أهلي ارتحالا
إلى أهلي .. فكيف بهم أُصابُ ؟
حفظتُ لهم عهودا ضيَّعوها
ومجدا لايطاوله السحابُ
وعدتُ أقلِّبُ الكفَّين حُزنا
على الإنفاق .. إذ جاء الحسابُ
ففي دير العقول بذلتُ نفسي
فِدا شعري .. وقد هُتِكَ الحجابُ
سلامًا أغنياتِ الشرق بعدي
فمجدُ الشرق غنوتهُ انتحابُ !