الربيع - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

الأزاهيرُ مفتونة ٌ بالنسيم
تميلُ على رقصهِ
فيُبعثرُ عطرَ الضياء على شعرها
وُتغنِّي
فيسْكرُ ماءُ التُرَعْ
ويقولُ الذي لا يُقال
ويرجعُ مُبتهجًا بالوصال
وقد كادَ ـ بين الضلوعِ غريبًا ـ يشقُّ رداءَ الوجعْ
ويُبعثرُ أيّامَهُ نَدْبًة ندبًة
للتشهُّدِ عند رنين الودَعْ
وانحسارِ الحواجزِ عن خاتم المُلكِ
إذ يستديرُ فيفتحُ أبوابه
يخرجُ الأمسُ منها بثوبٍ تمزَّقََ : يافِطًة للجهادِ
ومنديلَ حُبٍّ مضى
رايًة للهزيمةِ
أحْجيًة للتعاويذِ
ضمَّادًة للجراحِ عليها البُقَعْ
وشرائط َ للقلبِ أين انصدَعْ
بينما عادتِ الشمسُ : أمًّا حنونًا تضمُّ النسيم
وتُرضِعُهُ لبنَ السعدِ حتى الشِبَعْ
وتُضاحِكُهُ
فيُراقِصُ كلَّ الأزاهير حتى تُغَنِّي
فيضحكُ ماءُ التُرَعْ !