جُذور - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

آنَ لي أنْ أنفِّضَ الحُزنَ عنِّي * وأعِيرَ الورَى لسانَ المُغَنِّي
فيرى فُسحةَ الخلاصِ وقد ضمّتْ إلى صدرِها حدائقَ فَنِّ
رضعَتْ فازدهتْ , وأقبلَ من أفنانِها العطرُ في ثراءٍ أغنِّ
فاتِحًا للربيع في مُهَجِ الطير مَدىً بين حظوةٍ وتمنِّي
بعدما اغتالهُ الحريقُ الذي أشعلَهُ الحقدُ لائذًا بالتجنِّي
عندما فاته السِباقُ , فما أمسكَ غيرَ انبثاقهِ المُتدَنِّي
فدجَا الصُبحُ في العيون , وضاقَ الكونُ بالحُبِّ والجمال كسِجن ِ
ما درَى أنّ للجُذور التي تحفظُها الأرضُ مُنتهَى كُلِّ غُصنِ
فإذا مسَّها الغمامُ تساقتْ * فتلاقتْ بصُبْحِها المُطمئنِّ
فإذا القفرُ طائرٌ ريشهُ الشمسُ أطلّتْ على فراديس حُسن ِ
وأقامتْ على المحبّةِ والإخلاصِ فاستمسكتْ بأحْصَنِ رُكن ِ
والجراحُ التي تُعلِّمُنا الحِرصَ سلاحٌ عن الندامةِ يُغني .