القطار المُحترق - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

قطارُ الصعيد اشتكى واحترقْ
يَتيِمَ الُخطى في عيون الشفقْ

تمهّلْ قليلا قطارَ الصعيد
فللعيدِ فيكَ معانٍ أدقْ

تمهلْ قليلا .فأرواحُنا
بقلبكَ تحفرُ للضوءِ شِقْ

وأطفالنا لا يزالون ُخضرا
على النار . لكنه الموتُ حقْ

وأحلامنا أن نعودَ إلى الأهلِ
بعد اغترابٍ دميعِ الحدقْ

تمهلْ قليلا فأحزاننا
بكابوسِكَ اليومَ خوفٌ صدَقْ

فلو كان للرزقِ عند الصعيدِ
خزائنُ أبوابُها المُنطلَقْ

ولو لم تكنْ خيمةُ الفقر ترعي
كرامَتنا في صحارى القلقْ

نطوفُ لنجمعَ مالا يسيرا
بجهدٍ يَفوقُ وصبرٍ يشُقْ

ونحملُ للأهل عِيدين : عودتنا
باغتناءٍ يسيرٍ وعِتقْ

فننعمُ بعضاً من الوقت ثم
نعودُ ، يعودُ الشقا والأرقْ

فيا مصرُ رفقا بأهل الصعيد
فهم منكِ في النائباتِ الحدَقْ

أقاموا بكِ المجدَ من أحمسٍ
إلى ناصرٍ كي يدوم الألقْ .