بيننا الموج - عبد الرحيم أحمد الصغير(الماسخ)

على يدِ الريح البُنَيَّة ُ التي تشعُّ أحلاما
وعقلي في الُغروب سابحٌ
تقدَّمِي يا ريحُ أو تأخري ،
لابُدَّ للأشجان من ذكرى
وليلان بلا يومٍ :
صلاة ٌ أخطأتْ أذُنَ السماء
الأرضُ في الماء :
أنفلاتٌ قاتمٌ لمسافةٍ لا تنتهي
والشفقُ الملتفُّ : خيطانُ دمي انعقدتْ
وطائرتي على صخرٍ هوتْ
صمتٌ يحُلُّ دهشتي
صمتٌ يُديرُ الوقت في مِمحاتهِ
صمت يجفُّ على المواجع
يستجيرُ بحكمةِ النار
ليركضَ بين أغنيتين
يغرق في مرايا الغفوة
انكسرتْ على أحزانه لغتي
وأسرجتِ العناكبُ خيلها
الألقُ الوحيد : غمامة ٌ سوداء
مِن سقف السماء تسرّب الشمعُ
المسافة ُ بين إشراقٍ وليلٍ
لا تقيسُ مواجعَ الكون
المحيطاتُ التي تتكسَّرُ الأنهارُ فيها لا
تباركُها الجبال
وموجة ٌ تحتي تقلِّبُ وجهَها بين انتماءين
الوصايا استيقظتْ ليلا
وأغنية ٌ تقيس ببسمةٍ قمرا
سماءٌ خلف شكوانا اختفتْ
والفجرُ قد يأتي ولكنْ بعْدنا
على يد الريح البُنَيَّةُ التي تشعُّ أحلاما
تقول : أنتَ لي
وفي الغروب سابحٌ عقلي
وقلبي يبتنِي مع الحبيبِ منزلا من منزلِ !