الشجيرات لم ترحل - عبد الناصر أحمد الجوهري

ليسَ مرتَّداً
هزيمُ الأيكِ أو زَهْرُ الَبَنْفسَجْ
والعصافيرُ التى قد أعلنتْ عِصيانَهَا ،
كانَتْ تُغَنِّى
ُثَّلةٌٌ من هَيْنَمَاتِ الأٌقْحوَانِ – سِّيدى –
فاءَتْ تُعَرِْبدْ
فى وراقِ الْحُلِْم
لازالت تباريحُ النُّضارِ
تَتَنَزَّى
كيف لا تحفظُ سرَّاً ،
أو يشتريها تاجُ عَوْسَجْ ؟!
غرَّها التيارُ – ليلاً-
عند سفحِ الدفءِ
لم تعرفْ كهوفَ الوَاْدِ
من كهفِ التَّهَجُّدْ
ربَّما قد سرَّبتْ للإنهيارِ نبعَ صحوٍ
ربَّمَا قد سَلَّمَتْ وِردَ الهروبِ
خَّبأَتْهُ
فوق عِيرٍ للربيعِ .. المصطَلىِ
أو تحتَ هْودَجْ
أيها الصُّبح المنيرُ
قلْ لَنَا :
ما سرُّ مرعىً
قد تراءى عند طيَّاتِ التخومِ
والقتادُ شبقٌ فى ثورةِ الماضى
تأجَّحْ
قل لنا :
كيف اللجوءُ لبلادٍ
قَتَلَتْ خط استوائى ؟
قل لنا :
كيف رنينُ الأرضِ لم يحملْ
دروعى
قَبْلَ نَّوات الَّتمَدُّدْ ؟!
ليتنى قلعٌ عشيقُ الملحِ
فى عُرْضِ البحارِ
ليتنى يوماً لحاءٌ من صبايا الشمسِ ،
أو ظلٍّ خجولٍ فى عيونِ النهرِ
ُتِّوجْ !
ليتنى أطفأتُ جمرى
قد تخصَّبْنَ ابتهاجاً للمروجِ
أو شعاعٌ للمدارِ
يشتهى دورَ المهرِّجْ
ليتنى رَوَّرعتُ ويلاتِ الخدورِ
واستكْنتُ فى فَضَاءاتِ الَّتعَبُّدْ
أيها الصبحُ المنيرُ :
خالَنِى وخْذُ المنايا
خاَلنِى سَقسَقةُ الطير ودمعْ قد تَنَهدْ
وطنى تعرفُه كلُّ الفيافى
وطنى لم َيعْشَقِ البارودَ .. يوماً أو تمرَّدْ !!