كَفَى ارتحالاً مهجتي - عبد الناصر أحمد الجوهري

يا وجدُ .. صَهْ
للقلبِ خفقٌ وارفٌ
ومواسمٌ
باعت طيوفى للغدائرْ
يا وجدُ .. صَهْ
هذى أهازيج الَجوَى
للقلبِ أنهارٌ تُعَافِر
تنسابُ دوماً كالسيولِ
على شواطئِ صبوتى
تدحو تباريحَ المشاعرْ
فتضمُّنى
أسرابُ عشقى
أدمعى
وتمورُ كلُّ خرائطى
والليلُ حائرْ
وتآَلفَتْ
زَخَّاتُ سهدى
واشتياقى للمَهَا
وكأننى وحدى المعذَّبُ بالسرائرْ
هل هذه فرضاً
ممالكُ أحرفى !!
هل هذه فرضاً
سراديبُ ألسَّنا،
أطيافُ ينبوعى المغامرْ !!
يا لوعتى
هل كان ( عنترُ ) بالجنانِ
سيعتلى دوحَ الهيامِ
يراودُ الغيدَ التى تَسْقِى الظلالَ
قصائداً
ويقيمُ ترتيلَ الشعائرْ !!
أم أنه
ران الصباحُ
يباغتُ الأزهارَ
- عند الملُتقى –
فاخضوضرتْ فيه الصَّبا ،
واشْتَاقَ زهوُك بِالضَّفَاِئرْ
لا دَوْقَتى
من يطفئِ الوجدانَ ،
حتماً صابئُ !!
من يسلُب الأشواقَ
حتماً صابئُ !!
فأنا المَّتيمُ باللحونِ
أنا المغرَّدُ فى رحابِ خمائلى
تشتاقنى وجعُ المحابرْ
لو دقَّت الأنسامُ يوماً خولتى
لستُ المضِّيعَ بالنوى
أصداءَ شدوى
فى المعابرْ
أوَ تذكرين حبيبتى
إنى أتيُتك والجنادلُ فى يدى
تنهالُ منها لهفتى
تجتثُّ موجاتِ الدوائرْ
يا لوعتى
هل كنتِ حقّاً فى البحارِ
سفائنى
( ايزيسُ ) كنتِ فى دمى ،
أسطورتى ،
موالَ عشقٍ بالعشائرْ !!
هل كنتِ حقاً للندى
حلماً تجاوزَ أرضَهُ !!
هل كنتِ نجماً فى الفضاءِ .. مرصعاً
تنتاُبهُ سَمْتُ الجواهرْ
أم انَّ وجهَكِ
فى حنايا مقلتى يغشَى الرؤى ،
يغتال كلَّ حدائقى ،
كيلا يسافرْ !!
فَكَفَى ارتحالاً مهجتى
قلبى المؤرَّقُ .. رابضُُ
بين النشيجِ ولهفةِ الأسفارِ
يشتاقُ الذخائرْ
فكفى ارتحالاً مُهجتى
كيف ارتضى نهرُ اللهيبِ
- على الضلوعِ – حواجزاً
- والآن ثائرْ ؟!