هذا الليلُ .. أضناكِ - عبد الناصر أحمد الجوهري

لماذا أنتِ تشتعلينَ فى عظمى
وعظمى ليس يخشاكِ ؟!
لماذا أنتِ تختبئين فى سُهدى
وسُهدى ضلَّ .. مرساكِ ؟!
غداً نهرى هنا يحكى إلى العطشى
مزيدا من حكاياكِ
ويفرشُ فى الرُّبا توتاً ،
وأحلاماً
وأعناباً
وجُمَّيزاً
وصِفْصافاً ،
ورُمَّاناً
وجندولاً تنامُ عليهِ رؤياكِ
فمن غير الندى يهفو لغنوتنا
إذا ما القلبُ .. غنَّاكِ ؟!
فخلِّى الآن أشجانى مؤرَّقةٌ
فخلِّيها لتورِقَ فى خلاياكِ
وخلِّى ما جرى حُلماً يذكِّرنا ،
يدثِّرنا ؛
إذا ما الشوقُ .. ناداكِ
فهذا الليلُ .. كم يطوى سرائرنا
وكم أسرى وطاف بحذوِ مسراكِ
فعودى من شرايينى وأوردتى
وأضلاعى
فهذا الليلُ أضناكِ
فكيف على الذُّرا طيفٌ يعانقنا
تخلَّف يومَ ترحالى
وعادَ الآنَ يلقاكِ ؟1
وكيف تذوبُ أقمارٌ
وأقمارٌ تودِّعنا وعند الصبحِ تغشاكِ ؟‍‍1
فطَيرُ الدوحِ يألفنا
ويعشقنا
فكيف سيقتفى خطوى
ووقعُ العشقِ .. ينساكِ ؟!
ألا يكفى شِغافُ القلبِ بالأتراحِ ..
فاجأنا ،
ودفءُ الشوقُ أغراكِ
وعاد البينُ فى إِثرى .. يراوغنى
وصار الهجرُ .. ملهاكِ
فمن تسقيه من ولعى ومن مُرِّى ؟!
أنبعُ المُرِّ أسقانى ،
ونبعُ الشهدِ .. أسقاكِ ؟!
فها قلبى
فمُدِّى أنتِ أشواقاً
تكفكفهُ ؛
لكى يطوى حناياكِ
وها قلبى
يمدُّ إليكِِ بستاناً
لتفرشَ فيه .. عيناكِ
إلامَ يظلُّ هذا الوجدُ مرتحلاً
تتوقُ إليهِ كفَّـاك ؟!
فكفِّى عن مطاردتى
فأنسامُ الجوى فرَّتْ لروضتنا ،
لهدأتنا
وقلبى اعتاد .. منفاكِ !!
فكفِّى عن معاتبتى
فمن غيرى تلظَّاكِ ؟!