من أباح دماءَ معلَّقتى ؟! - عبد الناصر أحمد الجوهري

سيدِّى
من أباح دماءَ معلَّقتى ؟!
وأنا ما تربَّصتُ بعيرِ الخوارجِ
يوماً
ولا غرَّنى تاجُ تلك الحداثةْ
سيِّدى ما أنا قاطعٌ للطريِق
على لغتى
لست إلا صدىً للعصافير
فى أسرابها
لستُ يا سيِّدى عاطلاً بالوراثةْ
ليس لى عائلٌ
غير نهر القصيد
وتخصيب ميراثه
إنه الشعر .. سمتٌ ووجدٌ
وخبزٌ ودرعٌ وقيظٌ وظلُّ
وليلٌ وفجرٌ دنى
لن نبدِّد .. محراثه
فأنا لا أجيدُ التمرِّد .. والانقلاباتِ
أو رشوةَ المخبرين
أو حيلَ الشعراءْ
الثعالبُ قد غيَّرتْ جلدها سيِّدى
فى الغروب
وعند الصباح وقرب ( عكاظَ ) ،
لكيما تخرِّب أودية
ثم تسفك فيها الدماءْ
سيِّدى
وقدتى ساوموها بفزَّاعة للسجون
وجثامين للشهداءْ
والحواة هنا روّجوا أن أسراب تلك القصائد
تهرب من عقدة الاضطهاد لدىَّ
وتخشى مدىً وسماءْ
أتُراها ستوقعُ طير القَطَا فى حبائلها
أم سيهربُ للصحراءْ ؟!
فالنفاياتُ قد لوَّثتْ
نبعَ ذاك الغدير الأبىّْ
وأنا سأظلُّ على ومضاتِ الخليل
أغنى
وأوقدُ حلمَ الحياةِ الصبىّْ
سيِّدى
حاكمونى .. فلن أترك الخوفَ
يحيا لدىّْ
لن أبيعَ .. قلاعَ اللحون،
الشموخ – على جثَّتى –
فأنا يعربىّْ !!