رُعَاةُ البَقَِر ...لا يَعْشَقُونَ الهُُنود - عبد الناصر أحمد الجوهري

كل عامٍ وأنتم لنا
تصبحونَ على جمرِ
تلك الحروبْ
كلَّ عامٍ وأنت هنا
ترتعونَ بأجداثِ حلمِ الشعوبْ
مالنا
غيرُ حزنٍ تراءَى
على جنباتِ التخومِ
ونزفِ الدروبْ
مالنا
غيرُ / عِيرِ الندامِة
كيما نسافرَ ... للإستواءِ
نسافرَ صوبَ الجنوبْ
أيها الهاربونَ تجاهَ الشمالِ :
المعابرُ ملَّتْ نزيفَ الخُطا ،
تيهَنا
فالشمالىُّ لا يحتسى العتقَ عندَ الغروبْ
فالشمالىُّ يعشقُ صوتَ الرَّصَاصِ ،
اللَّظَى
ينتشى بحظائرِ تلكَ الخنازيرِ
يعشقُ لحظةَ نومِ الرقابِ
بأحضانِ ضيمِ القيودْ
كيف للشمسِ أن تنحنى للغيومِ
وتغتالَ صحوَ الجنودْ ؟!
إيهِ ياموتَنَا
إننا واهمونَ إذاً
فليحلُّوا المشانقَ من حوِلنا
من يهادنُ شرذمةً
من بقايا الهنودْ ؟!
لا يهُّبونَ إن عاودَ البِيضُ
كرَّتَهُم
واستحلوا النساءَ ،
وداسوا هنا فوقَ رَمْسِ الحدودْ
لا يهبونَ لو ثارَ نبضُ الأضالع ِ.. غيظاً
ولا يشعلونَ
أتونَ العروقِ ،
الجلودْ
لا يهبُّونَ .. لو للقصاصِ
ولا يُسرِجُونَ ولو صهوةً
فى حنايا أسى الانكساراتِ ،
أو ليضيئوا مَمَرَّ الخطوبْ
لا يغرَّنَّكم شنآنُ تعاليمِ
... عولمةٍ
تفرضُ الموتَ فى مَمْلَكَاتِ الوعودْ
لا يغرَّنَّكمْ
هالةُ الزيفِ
حينَ يَظَلُّ الشريفُ
أمام الرعاةِ / الأشاوسِ
يُبْدِى الخضوعَ ،
السجودْ
إننا واهمونَ إذاً ..
كيف لا يُطلقونَ العبيدَ ،
الإماءَ ،
ولا يطلقون
عصافيرَ شرقٍ
تجوس خماصاً
وتركع من أجل بعض الحشائش
تركع من أجل قشر الحبوب
كل عام وأنتم لنا
تمنحون الخنوع ،
صكوك الهروب !!