الذئبُ .. يعظ الشياه - عبد الناصر أحمد الجوهري

لَوْ تجزعُ يوماً
لو تجزعْ
من حَمْلِ سُعالِ الذئبِ .. المتغطرسِ
لو تُعلنُ غضبكَ
أو تهرعْ
قد تفقدُ حتماً كلَّ هباتكَ فى الأحراشِ
وتُسلَبُ منكَ صكوكُ دخولِ المجمعْ
أسرِعْ
وادفنْ هذا الخزىَ
ولا تخجلْ من صرخاتِ الرفضِ
ومن نطقِ الحرفِ المتعثرْ
واعلمْ أنّ اللاءاتِ .. جوازٌ
للمعبرْ
واعلمْ أنكَ قدْ تصبحُ يوماً
(شهبندرْ)
تملكُ قوتكَ ،
آبارَ الماءِ ،
حظائرُكَ ،
وتملكُ كلَّ سفينِ البنْدرْ
قد تصبحُ رمزاً ،
قد تصبحُ مَِلكاً ..
تحكمُ ما بين قطيعِ المحجرْ
هيا اقنَعْ
وارجعْ للأعشابِ ،
وللأحبابِ ،
وللأهلِ ،
ولرفاقِ الصحوِ .. ولا تخضعْ
لن تجدى كلُّ نياشينكَ
فالشاةُ .. كما الحملانُ
تجاهرُ بالخوفِ .. ولو تكبرْ
أرضُكَ .. أرضُ العتقِ الفارشِ
أرضُ الحلمِ الأخضرْ
انظرْ فى عينِ الأولادِ ،
الأحفادِ ،
الصفصافِ ،
الأنهارِ ،
النخلِ ،
الأسحارِ ،
وتذكَّرْ دفءَ الروضِ المُقمرْ
لا تركعْ
إنْ مرَّ الذئبُ بوكركَ
لو ثارَ لُعابهُ حتماً
ترتعدُ الدهرَ وتفزعْ
حينَ يطيحُ بكلِّ ذويكَ
سيتنصلْ
من أىِّ وعودٍ ،
من أىِّ عهودٍ أبرمها
وسيخرجُ فى وجهكَ .. يتذمَّرْ
وسينفثُ دوماً
فى يأسكَ
حتى من يأسكَ تتحسرْ
فحذارِ
بأن يخطوَ خلفكَ
أو يتظاهرَ
أو يتسكَّعْ !!
بل ينسجُ
كلَّ خيوطِ دهاءه
إنْ يتحذلقَ
أو يتبخترْ
كيف لشاةٍ فى شركِ الغدرِ
بأن تأمن مكراً
أن تأمن دوحَ التيهِ المُزهرْ ؟!
أنْ تأمنَ .. سهماً
- عند نزولِ الليلِ الدامسِ -
أو طعنة خنجر ؟!
كيفَ لشاةٍ
أن تنخدعَ .. بلونِ عباءاتِ العولمةِ
وأنْ تنخدعَ .. بهذا الشبحِ الأغبرْ ؟!
فهراءٌ
هذا الوعظُ
وهراءٌ .. هذا الدفترْ !!