مرحباً يا الذى لا يُملّْ - عبد الناصر أحمد الجوهري

ما الذى نغَّص اليومَ مرقدَ حلمكَ ..
يا أبتاه؟
ما الذى قد تغيّر ؟!
نفسُ الحروف المهيضةُ
تزجى إلى مهج العُربِ
أوديةً للحياه
فارسىُّ مضى بين ( أهوازه )
فارسىُّ أذاب عيون البلاغة ..
أدمى الأساطين من حوله
عاشقا طيف ( بصرتنا ) زوَّج ليلاً بفجرٍٍ أتاه
منذ جاء على عير تلك القوافل
يشدو
بكل اتجاه
( سيبويهُ ) .. أغثنا
فقد فرَّ حدسُ النُّحاه
يا تُرى
ما الذى فى الكتاتيب
أغرى خيول الطغاه
وحداءَ العروبة .. بين المرابض
والمجد .. تاه
إن ( شيراز ) ..
لا تنجبُ إلا صباحاً ..
يلوك الفلاه
أبتاه
أنه الجاحظ المستهام بخدر القراءة
أهدي كتابك للعابرينْ
باسقاً أنتَ فى قلب إعِرابنا
فى شغاف اللُّغات ..
وفى كل طيات أفئدة الفاتحينْ
يا ( أبا بشر َ) إن ( الخليل ) .. ببابل
يقرؤك السلامْ
علَّ غلمانك الآن
قد غربلوا
ما حوته الدواوين فى متنها من رقاع انهزامْ
لن يُسمى كتابكَ إلا
الزمانُ الموشَّى
بدمع الفُراتْ
لن يسُمى انكساركَ إلا
الشموخُ المشاكس
فى مجلس الخلفاء
وبين تكايا النِكاتْ
فتذكْر هُتافَ الخليل إليكْ :
مرحباً
يا الذى لا يُملّْ )
مرحبا
فى البلاد التى لا يعيش عليها الأذلْ
مرحباً
إن أقمارنا
لا تودِّعُ صبحك إلا أطلْ
ما الذى نغصَّ اليوم
إرثك يا أبتاه
واليمامات عادت لتشدو ..
فوق القلاع
وتنعي تخوماً
وملكاً .. وجاه