بكائية أخيرة لأعرابى - عبد الناصر أحمد الجوهري

اسمعْ يا طيرَ الوادي
أول آتٍ من رحمِ العتقِ
سنحتكم إليه
من عَقَرَ جوادي ؟!
من سرق قميصَ الفجر
المنشورَ على حبل عروبتنا
من قتل الحادي ؟!
وقوافل إطنابى
جاثيةٌ فى مرفأ أجدادي
وشغافُ العشبِ على الرملِ
جريحاً
والحلمُ تراءى مذبوحاً
فى كوخ الأعيادِ
ومعلَّقتى
من كبَّلها فى عُرْض الصحراءِ
ومن خرَّب توريتى
وبدَّد كلَّ الأوتادِ
ها أعشاشى المسلوبة
تهجرها أسرابُ الصحو
قبيل محاصرة .. نوارس ( قدسى )
وعنادل ( بغدادى )
اسمعْ يا طير الوادي
هبْ أنكَ لا تعلم قاموسَ النجدةِ
أو حتى لا تدرى سرَّ الإبحارِ
إلى الأمجادِ
انظرْ فى كلِّ تقاسيم الأرض القحطانيةِ
أمُىِّ من خلف جدارِ الفصلِ
تنادى
إنْ كنتَ صحيحاً
لا تخشى غيمات الخوف
وأفخاخ الصيَّادِ
امنعْ عنِّى المارينز
الآباتشى
لا تجعلْ قافيتي سوطاً للجلاَّدِ
وتذكَّرْ
أنى كنتُ أقاتلُ من أجلكَ
فى نفس الأصفادِ !!