لمن أتلو ترانيمى ؟! - عبد الناصر أحمد الجوهري

أنا الأشواكُ
لي قلبٌ يعذبنى
لماذا الآن يا ربِّى
أحلَّ العصفُ أوراقى ؟!
فلمْ أقصدْ أسىً يوماً
ولا طلحاً على ساقي
ولكنْ عثرتي وخزي
وصمتي متنُ إخفاقي
فكم آلمتُ روَّادِى
وأتْرابي
فجفَّ الزهرُ من حولى
وناحتْ فىَّ أشواقي
ولا زال النَّوى يجثو
على الأغصانِ يصعقُني
فلا تنْمو رياحيني
ولا تنفكُّ أطواقي
فكم داست على الأعوادِ .. أصحابٌ
وأجلافٌ
كم انسابَتْ دمائُهمُ
وماجتْ بين أنْفاقى
وكم أشعلتُ أجراناً
فما ذنبي ؟!
أهذا العارُ خذلاني
وميثاقي ؟!!
لِمنْ أتلو ترانيمي
وأحكي تيهَ أحداقى ؟!
فكمْ فاضتْ أساريرى
ورغْمَ الغَيْمِ كم أدعو مداراتٍِ
لإشراقِى
ولكنِّى .. إذا فاءَتْ أزاهِيرى
أشاعَ الجدْبُ هَرطَقَتى
ودبَّر فخَّ إحْراقى
فكمْ أسعى بأوجاعى
وكم أصبو أغاريداً
تُهدْهِدُني ، تسربلني بأحلامٍ
وتُنبتُ عُشبَ تِرياقى
وكم حاكوا ليَ الأفخاخَ .. فى مرجى
فحطَّابون باديتى
أماتوا فىَّ ألحانى
وأنساقي
فكم تلتاعُ أفئدتى
وساقاىَ المعلقتانِ .. في شَرَكٍ
أمالا هدءَ آفاقى
فيَا جُرحى ..
أصارَ المرُّ مَمْلَكَتي ؟!
أيَخْشى الطَّيرُ أعْناقى ؟!
فلى عَْهدٌ
إذا ما اجْتث أفنانى
هنا أحدٌ ؛
عزائي أنني سَمْحٌ
لمنْ يشْتاقُ إزْهاقي ‍‍‍!!