سرقوا مِغزلَ ( فاطمةْ) !! - عبد الناصر أحمد الجوهري

لن يسكتَ قوسُ نبالى
سرقوا مغزل ( فاطمةْ )
سرقوه ..
ومال الهودجُ .. فزعاً
وانتفضتْ حتى نسماتُ الشامِ ..
القادمةْ
وطيورُ فُراتي – فى عزِّ القيظِ
تحلّق .. واجمةْ
وَلَكَمْ أبكتْ نخلاتُ ( الكوفةِ )
مرجَ النجدة ..
والغيطانَ الباسمةْ
فهنا كان صليلُ سيوف ( ابن زيادَ )
تريقُ دماءََ ( بني هاشم ) ..
والغلمانَ الحالمةْ
وهنا قافلةُ السبىِّ زمانا مرَّتْ
تتَّشحُ بنفس الوجع ..
وكفَّا ( العباس ) تدوسهما
خيلُ ( يزيدْ )
والبيعةُ فوق أسنة رمح ( يزيدْ )
وعصا الطاعة .. يا أعراب مواجعنا
ملكُ ( يزيدْ )
أنظرُ فى أعين ذاكرتى
ألمح ما ألمح ..
من حزنٍ فارش فى المقلتينْ
أرأسُ الفجر الممتدِّ .. ( لقصر إمارتنا )
تشبه رأس ( الحُسينْ ) ؟!
أتظلُّ ( عقيلتنا ) عطشى
والعطشُ تراءىخجلاً بالوجنتينْ ؟!
من تبكى ولديها
أم تبكى السبطينْ ؟!
هذى الهاماتُ تطوفُ .. ( دمشقَ )
( البصرةَ) ..
( عسقلانْ ) ..
طالت ضرباتُ الخوفِ
وظَهْرُ الأمصار يُعرِّى
سوطاً
سوطاً
والفاجرُ لا يدانْ
علَّ قافلةَ سبايانا
رابضةٌ
تخشى الجلاّد ..
فيا كلَّ سيوفِ الجنرالات .
خذينى
هذى البيعةُ من خطَّ حبائلها
ورقاعُ العتقِ .. خلاصى
وعرينى
إنى ألمحُ كلَّ مساءٍ
فى الأفق صهيل الحريةِ ..
حتى صارت كلُّ النوق .. حدائى
وحنينى
هذى عيرى
أتعبها نفسُ غبار الحزنِ
ونفس صليل العولمةْ
لا تنأى عن أضغاثى
صرخاتُ الصبية .. والنسوان العزّل
والموتُ الجاثمُ .. يتحرَّش
تشعله الأحقادُ الضارمةْ
ما ذنب إماء الصبح
وقطرات الطلِّ النائمةْ
لن يهدأ مغزل صحوى
حتى أعلم أوصاف جلاوزة ( يزيد ) ..
المجرمةْ
كيف اقتحموا الخدر
وسرقوا مغزل ( فاطمةْ ) ؟!
فالعتقُ يأجّجهُ شغافُ عروبتنا
فلماذا الآن طواشىُّ الفتنةِ
ليستْ نادمةْ ؟!