أغنيةُ البوح الهاربة - عبد الناصر أحمد الجوهري

وتبتسمين ..
تبتسمين ،
حين تمرُّ أسرابى
وتبتسمين لا أدرى
أكان الفرح تذكارا،
لأخيلتى
أكان يدق أبوابى ؟!
وتهترئين ..
تهترئين من وهجى
وتحترفين إغضابى
فذكرى خلفها ذكرى
تحاصرنى كإعصارٍ
يجوبُ القلبَ
يجرفنى
يصادرُ كلَّ أعشابى
وتبتسمين ..
تبتسمين يا عشقى
أكان الوجدُ رحالا
يسافرُ فى شراينى
يهدهدُ تيهَ أهدابى ؟!
أكان النبضُ ملتاعاً
يضمُّ شجونَ أحلامي ،
ينابيعى ،
ومحرابى
بربكِ يا سنا عمرى
إلام العشقُ يشعلنى
ويهدمُ جسرَ أزمنتى
وأحقابى ؟!
فكم عاش الهُيامُ على الرُبا
يغلى
وكم عاش المنى ينسابُ ..
موتورا بأعتابى
مللتُ شطوطَ إبحارى ،
وأسفارى
مللتُ سكون سردابى
بماذا قد جنيتُ أنا ؟
وقد بايعتُ أنسامَ اللَّظى ,
فارقتُ أحبابى
فكيف المُلتقى ينعى
لهيبَ شفاهكِ المنفى
وهذا الدفءُ عاودنى
يقرُّ حنينكِ الكابى
على اللهِ
أسى سُحبى ,
ومملكتى ,
أزاهيرى ,
وأعنابى
فلن أنسى الرؤى يوما
ولا سُهدى
ولا اليمَ الذى أفنى
نياشينى ,
وألقابى !!