أساطير الإغريق لا تمنح ألقابا - عبد الناصر أحمد الجوهري

هل سَّماك صهيلٌ أم سمتك لحون الأبحرْ
هذا ليس اسمك ..
وديان عروبتنا أدرى بشعاب المعبرْ
ولنفرض أنَّكَ قيصر هذا الشعر المنثور ..
على ألواح ٍ للكوثر ْ
فأساطير الإغريق بأعتاب (بعلبك)
طمستْ فقفا نشعرْ
كيف انتحلت آلهة الإغريق شويعرْ ؟!
آلهة الإغريق الولهى لا تمنحُ ألقابا
للقادم فوق حصان أغبرْ
غنَّى العربُ قبيل قدومك ..
أزمانا
عاشوا فرسانا ...
ومضوا فرسانا
وإذا جُنَّ الليلُ عليهم
قرضوا أشعاراً
وأراجيز وأشجانا
فتذكر أنك فى كل قصائدك المنثورة ..
خنت الألحانا
لم تسرجْ
أحصنة التفعيلات ..
وألَّبت غلائل (كنعانا)
لم تسرجْ غير السجع ..
ولم تفرح إلا الكهَّانا
ونسيت وسائدكَ الحمراءَ ..
على أسفلتِ العزلة ..
نصَّبت علينا الغلمانا
قيثارك صار بيوتا للبوم
ولم ترو .. قصيدتك الموءودة ..
إلا الخصيانا
عشبك ما عاد يداعب زهر الرفض
وشبَّ على صخرة ( سيزيف ) ..
و ( سيزيفًُ ) يخاف الأوطانا
أنت ملأت الأرضَ سراباً وخواءْ
وتذكر انك ..
روّجت لمقصلةٍ خرساءْ
وبنيت لنا أعشاشاً
يؤكلها البرق وتخشى الماءْ
قارورتكَ أتتسع..
لكى نسبح فيها بجوار نجيماتٍ ومساءْ ؟!
أو مازالت سفنُ الدمع الهاجعة ُ
تمطر من عين سماء؟!
إنَّ جرارك ملأى
بالتعب النثرى
ولو فاضت بظلال الأشياءْ
هذا رخّك باض ..
على كتف الجنية ..
أم أنك تعتاد الإخفاءْ
وعصافير البين تهاجر ..
من وطنك للصحراء
أتبيع فحولتك ..
بأبيات تنتحل أقانيم غناء ؟ْ
ما عادت تنبت أى فصول للشعر ..
سوى عرس الإنقاض ..
ونوار بكاءْ
والكوكب .. كيف اعتقلته ..
طواشى المغولْ
لم يبق لدينا
كى نعزف لحن الموت ..
سوى أرغولْ
أكواخك صارت كالتابوت ..
وجسد المرآة .. يفكك أخبية ًوفصولْ
ويراوغ شمساً
جاءت من أقصى الضوء .. بحبرٍ ودواة ٍ
وتخاف أفول
لا ورق التاريخ ينام
على نافذة الشعر ..
ولا نجمك يبزغ بين الأيامْ
ما عادت تسمع ترنيماتك ..
حين تعاود.. أصوات القصيدة ْ
هل يخشى الشعر ..
مريدة ؟
هل أغلق نسرينكَ ..
أبواب الكوخ ؟!
لتبقى الأجفان ..
شريدة ْ؟!
عصفوركَ . . لا ترميه البندقية ْ
وتقول سفائن أحرفكَ الغرقى ..
ما عادت يا (أدونيس )..
هناك قضّية ْ
( مهيارك ) يعشق خبز (الروم )..
ويعشق ليل القبر ..
ويجعل كل الأعراب مطيّة ْ
مهيارك ليس دمشقياً
إن مآذن أحرفنا
لن يطمسها الغرباء ْ
كفّ عن الخرص ...
وكف عن الابحار على ظهر خريطتنا المثقلة
بأجداث الأشلاء ْ
كف عن الشك بجنيات سلالتنا ..
أضغاثك لن تخدش كحل الخنساءْ
لا تزرعْ ثانية ًقلبك بالألغام ْ
نحن سنحتاج إمام
لكن ليس بماخور الفرقة ..
أو فى أبراج الحقد ينامْ
إنَّ مدائننا مقفلة ْ
فى وجه الترميز ..
لكيما تأتى من غربتها السنبلة ْ
مسمارك .. فى النعش .. الحى ّ..
لن يفرق بين اللبلاب ْ
وذبابك لن يجلس بعد الآن على شرفات الُكتّابْ
إن كنت رأيت الأنهار ..
تسير وراء جنازة سيدنا الحسين ْ
هل شاهدت بعير الأوزان ..
يخرّب فى مرج الرافدينْ
أومازلت ترى الأشجار ..
تخاتل أغوار الطرب ْ
الشعر لدينا ديوان العرب
أتناما انت وأمسك فى عربات الشمس..
ونورسك المذعور ..
يهاجر من عينك إلى الهرب ْ؟
هذا ليس اسمك ..
قاموس التخييل سيرفض ترهات الشغب
فالغزلُ لدينا والمدح
وسوق ( عكاظ ) يملُّ الخطب ْ
هل مازالت كل كراسى القافية
تلاصق شمسك .. أم صادرها
فوضى الشهبندر وشراشيف القصب
باضت كل تماثيلكَ ..
فوق الدهشة ..
ونخيلكَ .. أثقله نوح الرطبْ
وحروفك أجنحة ٌمن فرط النجوى ..
فى عمق متاهاتك .. تمتدْ
ورحيقك قتلته أفياء الوردْ
هذا ( بطليموسك ) لا يرنو للكوكب ْ
حتى غولك قد ضل الليل ..
السيف
الرمح ،
المجد العالق ..
والخيل أراه وحيداً
من بئر فراستنا يشرب
لا توهم نفسك أن الحرب كما الموروثَ ..
وسادة
لا توهم نفسك أن الأيام النائمة ..
على شط دمشق جرادة ْ
ونسيت بأن تمنح قافية لك ..
سرد دخولكَ طروادة ْ
من رفَّ وشفَّ وعفَّ
ومد السكر لك ..
ورملك تتفيأه المدينة ْ
ودمشقُ هناك حزينة ْ
إن كنت أشك بأن يمنحك التنزيل ..
بشارة ْ
ما شاهد أحد ٌ
قمرك زفّ صبايا الحجارة ْ
إن إله العالم .. أبعد مما فى قلبك ..
أنتَ وحدسك مقصلة ْ
والكون يسبحّ ..
وبخورى تملأ أيامى البيض َ..
والحكمة تهرب فى حافلة ْ
وغباركَ بهلوان ْ
وخطاكَ المشدوهة ُُ.. للجنة ..
تحرس أفراس النثر العاقر ..
فالمتنبى ليس نتاج سلالة ( طالبان ْ)
أعلم ان خرافتكَ ..
ستجلس فوق العرش ..
ومعها الصولجانْ
فعناقيدك َ لا تزهرُ ..
إلا فوق ركام المذهبات ْ
لا تبحث عن ممكلة الرمادْ
ازدحمت باحات المزادْ
انت تحرّض كل الطير ..
على وأد شغاف البلاد
وقتلت مواجيد المعلقاتْ
ما جدوى هدم ممالكنا
لا أنت سلالتك اليقطين..
لا أنت سلالتك اللبلابْ
لست تخادن مئذنة ًشامخة ً
او تعشق زهد القبابْ
الكاهن لا يطمس أسفار المعبدْ..
لا يهدمُ فى الليل مسلات الاطناب
لا تعند
إن التصريع فى منتديات المربدْ
إنى أدعوك . .. لخدر التاريخ ..
فهب أنى صوتٌ من ماء
أو شبه جزيرة حرف ٍ
تشتاق إلى مرفأ
لا تفقأ ْعينَ فصاحتنا
لا تفقأ ْ
غلمانك .. قد وأدوا حقل المزامير ْ
سلبوا زهر اللوتس .. سلبوا همس الهرير ْ
خانوا القوس القزحىَّ الرابض ..
وتحاصر فوق رقاع الشطرنج .. الفيلْ
فى طمى النيل
وغبارك بعثره
شرخ المرايا
هذى جوقتك تغردّ داخل ..
سرب العطايا
وقوافلك تمرّ على أضرحة اللغويين ..
فتغرق فى نفس بحيرات التورية ْ
مسكينٌ يا صهد البادية ْ
النفط وخنجرك ..
ونفس العباءة ْ
الشعرُ العربىّ مدان ٌ
لسنا فى زمن البراءة ْ
وتناسخك يعانق ..
قشر الكتابة ْ
لا تستجدى أحوال الصحابة
فرسك ليس كفرس الغزالى
أنت كحدسك لا تعرف وجد الأعالى
أنت كحدسك
لا تعرف كيف يعافر نهر الخيالِ
أسكن فى باكورة تلك الرياح ْ
فمكوسك ليست جسداً
يرتاح ْ
ماذا الآن ترى ؟!
نهبوا خاتم سيدنا الحسين ْ
مغزل فاطمة
وسنونوات الحدس الحالمة
من اخبر ( هولاكو )
أن دمقس ( البصرةِ ) ..
يصنع منه العروش ْ؟؟
من أخبره
بحواديت (فراتى )
وطلاسم كل النقوش ؟؟
هل تعشق مقل النخل ..
السامق فى غيطان العراقْ ؟؟
وطنك َ.. فى الأسر ..
وهذه أرضك لا تطاقْ
أرفع طوطمكَ .. على زند التفتيت ..
فمهج العزف تروم النخيلْ
ماذا الآن ترى ؟!
غير تفاعيل (الخليلْ)
وخراجى من سهم المعرفة ..
يحاصره ( الحجاجْ )
فقطيعتك َ.. تحنّ ..
لقرطبة / لبيروت .. لقرطاجْ
إن مدائن شمع ٍلا تغلقُ أبوابا
لا مفتاحٌ للمجد يخاصم صوتا قد آبا
هذا ليس اسمك ..
لا شهر زاد تراود سيافا
يا أدونيس ..
ولا النسرين ينازل ..
صفصافا
لسنا أجلافا
أنت وحدسك لا تحتاجا لتقية
الأوراد هنا فى مخمل تلك الأمشاج القروية ْ
إن حوارييك هنا
صنعوا من كل جنازات الأهلة ..
خبزا
ليس قصيد (الولادة) حرزا
لا القمر الطالع . .
يسكن فى حانوت التكثيف ..
ولا سيدة القصر تغازل أبطال الأقنعة ْ
من سيفسر أبعاد جهاتى الأربعة ؟
من سيفسر نفس تراجيديا الأسئلة ؟
ليس معين النكبة معضلة ْ
المارة .. قد عادوا من حيث أتو
لا أنت قرأت ( لأفلاطونْ )
أو حتى آخيت غصون .. الحنظل ..
بالزيتونْ
لا تهد الزهر لمن يموت ْ
صلواتك َلا تجدى
لو أفنيت طقوس الورع إلى الملكوتْ
وأشك بك .. وبكل قلاع للنثر الصابىء ..
تكره دهليز اللحونْ
لا تحتقر الأرض ..
فمن أنت تكون ْ؟!
وأسال ْ
هل تسأل عن جرح بلادى ؟!
جسدك ليس بلادى
لا أنت الحلاّج ..
ولا أنت فروسية .. (عنترْ)
نم ْ.. نمنا من قبلك ..
قبل قدوم العسكرْ
فالساحرُة تغادر منتديات الذات ..
ومعها أعشاب البوح ْ
ما هذا الجُرحْ
هل مازلت سخياً
كى تمنح أطفال الشرق الأوسط ..
ألواناً وكتاب ْ
لا تكتب فى أحشاء غراب ْ
غنِّ على بحر المجتث
( هيا نزور المعرَّة ْ..
لنرشف الشعر مرة ْ
ماتت عيون الكلام ِ..
لم يبق غير اللئام )
فخليجكَ ليس خليج المرايا
يسبح بين مدار ٍ
لفصولٍ قادمة ْ
فاستسلمت لعشب مسافات ٍ حالمة ْ
إنك آخيت قوافلنا
مع قافلة ( بنى الأصفر ْ)
وسرقت سنابك ( أبجرْ)
إسمعْ يا أدونيس ...
الصبر على شطآن الوطن تكسر
لم يتدحرج فى النهر النائم
خاتم تلك الخلافة ْ
لا تعشق قيثارة من فصلوا الرأس عن الجسد
مراراً
وأسال تلك العرافة
من اين نزحت ؟
والموتى
نهبوا أجران الدمع ْ
أنا أعطيناك رنين السمعْ
من اين نزحتْ ؟
وعصافير البستان تهاجر فى موسمها
ترفع كل الرايات ْ
وأساطيرك تقمع حتى الأناتْ
ولتطرد أشباح الموسيقى
فقرابينك لن تغرى
معبد فتح للإصباحْ
لن ترتاحْ
فنواقيسك ليست أهدابا
فالنبر أراه خرابا
أحزابا
أو مازلت تخبىء لغتك تحت قشور الكلماتْ
من مات ؟!
والشعر أبى أن يحرق اوراقا قديمة ْ
هل شعرك يكره أغلال الهزيمة
فقصيدتك َ.. الآتية ..
بلادٌ
لكن ليست لبلاد من رفض ْ
إعلم ْ
أن نوافذك مغلقة ٌ
وحروفك ليست حبلى
بل مازالت فى الحيضْ
يبقى الله على حلقومكَ ..
منفطرا
القيظ تغنى َّ
وصقيعك غنى لبيارق نجم ٍ
يرتاب الأفول ْ
فأفقْ يا مسطول ْ
لا تعبد ْ ذلك الحجر الوداعا
ما قد ضاع َ..
فقد ضاعا
تفضحك .. قصائدكَ ..
فتحت لواء الصبح ..
تمنىِّ الثمار ْ
فعلام تخون النهار
وتجِّمع سرب فراشاتك ..
ثم تصادر..
أجراس البحار ْ
لا انت وحدسك
أشرعت نجمياتك ..
جئت تنصب نفسك
ملكا للريح وقيصر هذى الديارْ
فلماذا تقلع شجر الإيقاع..
أمام الصغار!!
هذا ليس اسمك ..
فاسمك مستعار !!