كَانَتْ طِفْلَة - عبدالعزيز جويدة

كانَتْ طِفلَةْ
تَحمِلُ شَمسَ الحُبِّ ،
وتَحلُمْ
كانَتْ طِفلَةْ
ليسَتْ تَفهَمْ ..
أنَّ الصبحَ القادِمَ حُلمٌ
قد لا يَأتي
قد تَسبِقُني
قبلَ وُصولِ الحُلمِ الآتي
لَحْظَةَ مَوتي
***
كانتْ طِفلةْ
لَم تَعرفْ مَعنى الأحزانْ
تُمسِكُ شَلاّلاً بِيديها
تُطلقُهُ عَبرَ الوِديانْ
كانَ يُسافرُ
يَزرعُ للمُتَأمِّلِ شِعرًا في الوِجدانْ
كانت من جُرحٍ يَسكُنُنا
يَسكُنُ فُوَّهَةَ الشِّريانْ
***
كانتْ طِفلةْ
كانتْ تَحمِلُ حُزنَ العالَمْ
كانت رَغمَ الحزنِ تُقاوِمْ
كانت تُبحِرُ من عينيها
كلَّ صَباحٍ ..
ألفُ سَفينةْ
تَحملُ خُبزًا للأيتامِ ،
وتَحملُ حُبًا
تَحملُ أقواسًا للزِّينةْ
كانتْ تَبتي في عَينيها
كلَّ نهارْ
مِن أنقاضِ القصفِ الدائمِ..
ألفَ مَدينةْ
***
كانتْ فَرِحةْ ،
كانت تَلهو،
تَنظُرُ في عَينيكَ وتَضحَكُ
كانتْ مَرِحةْ
***
كانت طفلةْ
كانَ الزمنُ القادِمُ رِحلةْ
كانت تَرحَلْ ..
كانت تَسألْ
في زَمنِ الأحزانِ القاتِمْ ..
ماذا يُخفي الزمنُ القادِمْ ؟
قالوا : يُخفي قَهْرَ بَنيها ،
قَتلَ أخيها
كانتْ تَسمعُ من عَرَّافٍ
يقرأُ خَطًّا في كَفَّيها
كانت تَحملُ دُمْيَةَ طفلٍ بينَ يديها
كانت تَسمَعُ ،
كانتْ تَضحَكْ
ليستْ تَدري
أنَّ الزَّمنَ القادِمَ يَحفِرُ ..
يَحفِرُ قَبرًا في عَينيها