المرأةُ المُحاصَرَة - عبدالعزيز جويدة

مُحاصَرةٌ أنتِ في ..
بلادِ الغُبارْ
ومُنذُ الولادةِ مُحتلَّةٌ
إلى أن أتيتِ إلى "شَهريارْ"
ليقطعَ رأسَكِ في أيِّ وقتٍ يَشاءُ
ويُصبحَ هذا انتصارْ
فهل تعرفينَ إذا ما سألتُكِ
رغمَ الحصارِ ورغمَ المَرارْ
لماذا حقولُ البنَفسَجِ دومًا
تَغيظُ التتارْ
وتصنعُ فينا "هُولاكو"
ليرفضَ كلَّ بنودِ الحوارْ ؟
لماذا اختلفنا على كلِّ شيءٍ
وحينَ اتَّفقنا يكونُ الشعارْ
بكسرِ ضُلوعِكِ كي تستقيمي
ووأدِكِ إن حلَّ بالقومِ عارْ ؟
***
لماذا حصارُكِ
في أيِّ وقتٍ
وفي كلِّ بيتٍ
وفي أيِّ حالةْ ؟
لماذا نراكِ ومن غيرِ ذنبٍ
كأنكِ مطلوبةٌ للعدالةْ
وخلفَكِ يَجري قَطيعُ الأسودِ
وأنتِ غزالةْ
فكلُّكِ خوفٌ ، وكلُّكِ صمتٌ ..
تُرانا اتفقنا لقطعِ السلالةْ ؟
ويا ويحَ قلبِكْ
إذا ما أحبَّ
إذا ما سَمِعناهُ في الصدرِ دَقْ
وفي كلِّ بيتٍ هُنا شهريارْ
وأنتِ تَموتينَ تَحتَ الحِصارْ
وتحتَ القطارْ
ولا قلبَ رَقْ
نسيناكِ حتى ظنناكِ أدنى ،
تَعمَّقَ هذا الشعورُ بِحُمقْ
فَمهما رَعَدْتِ
ومهما مَطرْتِ
ومهما يَلوحُ مِن العينِ برقْ
فكبتُ المشاعرِ فيكِ حلالٌ
لأنكِ أُنثى
ويا ويلَ أُنثى
رَمتْها المقاديرُ ..
في أيِّ شرقْ
***
أيا عذبةً مثلَ كلِّ المنابعْ
ويا ضوءَ عيني
ويا سرَّ قلبي
ويا ظلَّ أشجارِ كلِّ الشوارعْ
لماذا حصارُكِ فينا يطولُ
ومنكِ أتتنا جَميعُ الروائعْ
لماذا نُبادلُ حبًا بكُرهٍ
فتُهدينَ حُبًا
ونُهدي إليكِ أُلوفَ المواجعْ ؟
أنا جئتُ وحدي
ووحدي أُدافِعْ
فمازلتِ أُنثى
ونحنُ نُحدِّقُ نحوَ الوليمةِ
مثلَ الثعالبْ
وكلُّ الشيوخِ يثورونَ ضِدي
وكلُّ الشيوخِ برأسي تُطالبْ
لأني أُريدُكِ وجهي ، وعُمري ،
وصوتي ، وطُهري ،
وضوءَ الكواكبْ
إلامَ تَظلِّينَ تحتَ الحصارِ
وفتيانُ "عبسٍ" من كلِّ جانبْ
يُريدونَ رأسَكِ كي يَرجِعوا
أمامَ الخيامِ لبرمِ الشواربْ