ثُوروا عَلى حُكَّامِكُم - عبدالعزيز جويدة

(1)
عَبثًا نُحاولُ أن نَكونْ
لكِنَّ هذا الأُفْقَ مَجهولٌ
وصَعبٌ أن تَلوحَ الشمسُ
في وطنِ الجُنونْ
لا تيئَسوا
فهناكَ أجيالٌ مَضَتْ
وغَدًا سنمضي
ثم يأتي آخرونْ
صعبٌ نُغيِّرُ ذلكَ الطَّقسَ الرَّمادي
ثم صعبٌ أن نَكونْ
لا تَقتَفُوا أثَري لأنِّي ثائرٌ
ونهايةُ الثُّوارِ قُضبانُ السجونْ
(2)
الرأيُ رأيٌ واحدٌ
هو ما يَقولُ الحاكمونْ
والشعبُ قُطعانٌ تَسيرُ
وخلفَها ذِئبٌ خَؤونْ
أنتم كما أسلافِكم
إنْ يَصرُخِ الحُكامُ
كانوا يَركُضونْ
إنْ يَضحكِ الحكامُ
كانوا يُهرَعونْ
هم لَم يَكونوا ذاتَ يومٍ أيَّ شيءْ
ولذا مُحالٌ أنْ نَكونْ
(3)
ثُوروا على حُكَّامِكم
ثوروا على أسلافِكم
ثوروا على هذا الجُنونْ
لا تَجعلوا الحكامَ فوقَ رِقابِكم سيفًا
فسيفُ الظلمِ يُغري الظالِمينْ
إنْ داسَكم في أيِّ يومٍ حاكمٌ
لا تَنحَنوا ، ولْتَقطعوا
رِجليهْ
إنْ مَدَّ في يَومٍ يَديهِ لصَفعِكم ..
فَلْتقطَعوا كَفَّيهْ
وإذا أراكم نظرةً مُتجبِّرةْ ..
فَلْتفقَئُوا عينيهْ
لا تجعلوا الحكامَ تشبعُ مِن مَراعيكم
وأنتم جائعونْ
فَلْتأكُلوا حكَّامَكم
وتَحَمَّلوا..
وَجَعَ البُطونْ
(4)
مهما سيفعلُ فيكُمُ الحكامُ
أنتم ساكتونْ
المَشرقُ العربيْ
كالمغربِ العربيْ
كالعالَمِ العربيِّ
أمواتٌ
ولكنْ واقِفونْ
حكامُنا جَعلوا مِنَ الأوطانِ مَقبرةً
ووَارَوْكُمْ وأنتم واقِفونْ
خوفًا إذا نِمتُم بأحضانِ المقابِرِ
يَستريحُ المُتعَبونْ
حكامُكم صاروا خَوازيقًا مُدَبَّبةً
عليها تَجلسونْ
باللهِ مِن قُرآنِكم ..
باللهِ مِن أطفالِكم ..
باللهِ مِن أسلافِكم ..
لا تَستَحونْ ؟
هَبْ أنَّنا ثُرنا
فأنتم ـ معشَرَ الحكامِ ـ
ماذا فاعِلونْ
ستُعَذِّبونَ ؟
فمرحبًا
إنَّا على دربِ العذابِ مُخَضْرَمونْ
إنْ تَقتُلونا ..
مرحبًا
يا .. منذُ وُلِّيتُم علينا مَيِّتونْ
أتُرَى يُضيرُ الشاةَ سَلخٌ بعدَ ذَبحٍ
أيُّها المُتَخلِّفونْ ؟!
يَكفي إذا ثُرنا عليكم مرَّةً
وقتلتُمونا
يأتي الصِّغارُ القادِمونْ
يَضَعونَ أزهارًا ببابِ قبورِنا
يَتلونَ قُرآنًا هُنا
يَتَرحَّمونْ
يَروُونَ ألفَ قصيدةٍ عنَّا
وفي كلِّ الميادينِ الفسيحَةِ يَمرحونَ
ويضحكونْ
وعلى المَقاصلِ والمشانقِ في المتاحفِ
يَكتُبونْ :
شكرًا لكم
شكرًا لكم ..
يا ثائرونْ