إمَّا نَمُوتُ وإمَّا .. نَمُوت - عبدالعزيز جويدة

وَصَلْنا إلى آخِرِ الدَّربِ قَهرًا
وما عادَ في الأفْقِ أيُّ اختِيارٍ
فإمَّا نَموتُ .. وإمَّا نَموتْ
فَأيُّ المَماتَينِ تَشتاقُ أفصِحْ
بِحَبلِ المَشانقْ
أمِ الصَّلبِ حيًّا بِهذا الجِدارْ ؟
أمُدُّ يَدَيَّ لمَن عاهَدوني
وأصرُخُ فيهِم بأنْ يُنقِذوني
وما لِصُراخيَ أيُّ اعتِبارْ
زَمانٌ غَريبٌ
فهذا الزمانُ
زَمانٌ تَبَدَّلَ فيهِ المَسارْ
وأصبحَ سَفحُ الجِبالِ مكانًا
تَحِنُّ النُّسورُ إليهِ وتأوِي
متى السَّفحُ أصبحَ للنسرِ دارْ ؟
حنيني إليكِ ..
أَ قَدْ كانَ وَهمًا ؟
فهل كانَ وَهمًا ..
حنينُ اللآلئِ نحوَ المَحارْ ؟
لماذا بَعُدْتِ ..
فلَم تَحمِليني ،
ولَم تُنقِذيني ،
ولَمْ تُشعِريني بِدِفءِ الحِوارْ ؟
وحينَ التَقينا !!
جَفاءُ لِقانا ...
ووجهُكِ عنِّي بَعيدًا يُدارْ
أنا مِتُّ مِن أجلِ عينيكِ يومًا
حَميتُ النفوسَ ، وصُنتُ الدِّيارْ
فكيفَ تُرابُكِ يَرفُضُ جسمي ؟
وقبري يَراني ..
يُوَلِّي الفرارْ ؟ !