يَا حُريَّة - عبدالعزيز جويدة

يا حُريَّةْ
حينَ وقفتُ ببابِ الحاجِبِ
كنتُ أُصلِّي مثلَ صلاةِ الغائبِ
حينَ هَرَبتُ ، وحينَ
قُتِلتُ
وحينَ سَمِعتُ لِصوتِ
الحاكمْ
كَم تأتينا باسمِكِ
جَهرًا
في كلِّ الأوطانِ جَرائِمْ
كيفَ نُساقُ كمثلِ قطيعٍ
كيفَ أظلُّ بقيَّةَ عُمري
نِصفي يَقِظٌ
نصفي نائِمْ
يا حُريَّةْ
نحنُ أُناسٌ كيفَ نُعاملُ ..
مثلَ بَهائِمْ ؟
***
يا حُريَّةْ
كيفَ أكونُ بهذا الكونِ
مُجرَّدَ رَقْمٍ في التَّعدادْ
أقضي العمرَ كأني شبحٌ
أرقُبُ دَوري في العَدَّادْ
آخذُ رَقْمًا
كالمسجونْ
والسجنُ نُسمِّيهِ
بلادْ
كيفَ أظلُّ مُجرَّدَ صيدٍ
يَقبَعُ في شَرَكِ الصيَّادْ
كيفَ أظلُّ ككلبٍ
يحرُسُ في سَفَهٍ
عَرشَ الأوغادْ
كيفَ يظلُّ الحاكِمُ رَبًّا
والشعبُ المقهورُ
عِبادْ ؟
يا حريَّةْ
نحنُ أُناسٌ لا كجَمادْ
***
يا حريَّةْ
كيفَ أُساقُ كَكبشٍ
أقرَنْ
كي أُعطِي ..
للحاكمِ صَوتي ؟
كيفَ أكونُ مجرَّدَ رَقْمٍ
في صُندوقِ الزيفِ ؟
خَسَأْتِ
أُحسَبُ حيًّا عندَ العَدِّ
وبعدَ العدِّ سيُعلَنُ موتي
كيفَ يَظلُّ الخوفُ قَريني
أهرُبُ منهُ ويَسكنُ بيتي ؟