البَنَاتُ اللَّوَاتِي - عبدالعزيز جويدة

(1)
البَناتُ اللواتي ...
يَتْرُكْنَ فَوقَ كِتابي حُروفًا
تَكونُ اخْتِصارًا لأسمائهِنْ
لأذْكُرَهُنْ
البناتُ اللواتي
يَقِفْنَ طَويلاً أمامَ المدارِسِ
يَحمِلْنَ عِندَ الخُروجِ كِتابًا ،
وكُرَّاسَتينِ ،
وأحلامَهُنْ
البناتُ اللواتي
يُرتِّلْنَ لَحنًا
بِزِيٍّ جميلٍ على خَصْرِهِنْ
وفَوقَ الوَسائِدِ يَكْتُبْنَ شِعرًا
ويَشربْنَ في الفَجرِ إبداعَهُنْ
البناتُ اللواتي
أغَار ُعَليهِنَّ من كلِّ شَيءٍ
فَلو مَرَّ هذا النَّسيمُ العليلُ
ودَاعَبَ في خَجَلٍ شَعرَهُنْ
وفَوقَ المناديلِ يَترُكْنَ طَيْفًا
لِرَسْمِ الشِّفاهِ ،
وأرقامَهُنْ
وفي الليلِ أسمَعُ صَوتَ الحَريرِ
وصَوتَ الحُلِيِّ إذا ما تَئنْ
أخافُ عليْهِنَّ خوفًا مُمِيتًا
وقلبي المُجيرُ إذا يَستَجِرنْ
فقدْ يَجرَحُ الوَردَ كَفٌ غَليظٌ
وقَدْ يَعجِزُ البعضُ عن فَهْمِهِنْ
البناتُ اللواتي
لأيِّ حَديثٍ
يَذُبْنَ خَجَالَى
وحِينًا يُرِدْنْ
يُذَكِّرْنَ عُمري
بِماضٍ سَحيقٍ
وأسْخَرُ مِنهُ ..
وأَعْذُرُهُنْ
(2)
البناتُ اللواتي
يُنافِسْنَ بَعضًا
تَراهُنَّ مِثلَ الخُيولِ الجميلةْ
على كلَّ دَرْبٍ
وينْصُبْنَ حبلاً لأحبابِهِنْ
وآهٍ .. وآهٍ
مِنَ الفِتنتينِ..
فِتْنَةِ حُبِّي ،
ومِن كَيدِهِنْ
يُضِئنَ الليالي
إذا ما عَشِقْنَ
وعِندَ العَذابِ فيا وَيلَهُنْ
البناتُ اللواتي
يُحَدِّثْنَ هَمسًا
ونَسألُ بَعضًا :
بِماذا يَبُحْنْ
نَهيمُ اشتِياقًا
نَذوبُ احتِراقًا
ونُلقِي الشِّبَاكَ على قََلبِهِنْ
نُريدُ اصطِيادَ القُلوبِ البريئةْ
فَنُصبحُ نحنُ مِنْ صَيدِهِنْ
البناتُ اللواتي
يُدَغْدِغْنَ قلبي
يَبُحنَ كَثيرًا بأسرارِهِنْ
البناتُ اللواتي
كَضوءِ النُّجومِ ، كَهَمْسِ العَبيرِ ،
كصْوتِ الطيورِ ..
إذا يَنتَحِبْنْ
وعِندَ المَساءِ تَمُرُّ الغُيومُ
فتَضحَكُ لَمَّا تراهُنَّ حُبًّا
وتُمطِرُهُنْ ..
بِنَجْماتِ عِشقٍ
وأقمارِ شَوقٍ
فتَحلو الحياةُ لنا ولَهُنْ
البناتُ اللواتي يُضِئْنَ الليالي
بِضَوءِ الشُّموعِ ،
وأعيُنِهِنْ
لَهُنَّ الحَنينُ بِغيرِ انقِطاعٍ
وأكتُبُ شِعريَ مِن أجلِهِنْ
أراهُنَّ دَوْمًا ,
ويَسْكُنَّ قَلبي
ومُنْيَةُ عُمري بَقائي لَهُنْ
فيا رَبُّ
إنْ كانَ عُمري طَويلاً
فَمَتِّعْ عُيوني بِرُؤيَتِهِنْ
وإنْ كانَ يا رَبُّ عُمري قَصيرًا
أُريدُ نُشُورِيَ حَيْثُ يَكُنْ