إلامَ سَيدي نَسكُت - عبدالعزيز جويدة

تُريدُ العيشَ في أمنٍ
وهذا حقٌّكَ الأبديُّ ..
أن تَسلَمْ
ولكنْ ...
ليسَ مِن حقِّكْ ..
تُطالِبُنا بأنْ نمضي
على دَرْبِكْ ..
ونستسلِمْ
فيكفِي أنتْ ،
ويكفينا هوانُ الصَّمتْ
فلو صِرنا جميعًا أنتْ ..
فمَن سيذودُ عن أرضٍ
تُواجِهُ كلَّ ثانِيَةٍ
شُرورَ الموتْ ؟
فدعنا كي نواجهَهُمْ ،
نواجِهَ موتَنا هذا
ونصرُخَ كُلُّنا فيهِ بأعلى صَوتْ :
وهبنا الأنفُسَ الحُرَّة
لِقهْرِ الموتْ
******
بدأنا نَقطُفُ الجُرحَ المُساوي للسُكوتِ المُرْ
وقلنا : نكبَةٌ مرَّتْ
وأُخرى قد تخاذَلنا
وسوفَ تَمُرْ
تعوَّدنا على نَكَباتِنا تمضي ..
ونجلِسُ بعدها نجتَرْ
نَكِيلُ لبعضِنا تُهمًا ،
نُواسي بعضَنا بالصبرْ
غسلْنا جُرحَنا الدَّامي
بِمِلحِ القهرْ
نسِينا سيفَنا يومًا
وبِعنا المُهرْ
لأنَّكَ أنتَ مَجْبولٌ على الطاعةْ
وفي يومٍ تُسلِّمُنا لأعدانا ..
وأنتَ تفِرْ
فأنتَ الآنَ لا تنفَعْ ،
ولستَ تَضُرْ
فقُلْ لي سيدي قل لي
متى كانَ الهوانُ يُريحُ إنسانًا
ويدفعُ عنهُ في يومٍ
قُدُومَ الشَّرْ
******
لمن قلْ لي ..
ستأخُذُنا
وأنتَ الهارِبُ المرصودْ ؟
وقالوا :
كنتَ قائِدَنا
وكنتَ الفارسَ المنشودْ
وقالوا : السيفُ في كفيكَ وهَّاجٌ
وفي بأسِ الوغى سيذودْ
وكانَ الصوتُ يأتينا
يُحفِّزُنا
كنهرِ وَقودْ
لماذا لم تَعُدْ أنتَ
كأنَّك لم تعُد موجودْ ؟
تُحبُّ العرشْ
وهذا العرشُ مَحدُودٌ
وعمرُكَ فوقَََهُ مَحدُودْ
هي الأعوامُ قد مرَّتْ
وبابُكَ دائمًا مَرْصودْ
وتَسرِقُ أجملَ الأحلامِ مِن عيني
وضيَّعْتَ السنينَ وُعودْ
فمَن بعدَكْ
بِرَكْبِ الحُلْمِ يُلْحِقُنا
ومَنْ سيَقودْ ؟
تَعِبنا من سنينِ الخوفِ ،
أَجْهضْنا سنينَ الحُلمِ ،
غنَّينا معًا "موعودْ"
ومازلنا قُعُودًا تحتَ راياتِكْ
أيا رَمزَ السنينِ السُّودْ
******
هي الأعوامُ قد مرَّتْ
ومازلنا
نُفتِّشُ في خِضَمِّ البحرِ عن طوقٍ لأيِّ نجاةْ
شرِبنا الذُّلَّ من كأسٍ
نُسمِّيهِ السلامَ المُرَّ
في صمتٍ تجرَّعْناهْ
أرقْنا كلَّ ماءِ الوجهِ لم نَخجَلْ
فيا ذُلاه
تنازلنا لآخِرِ ذرَّةٍ مِنَّا
لكي نحيا
فأيُّ حياةْ
وأعطينا إلى ذِئبٍ قطيعَ السِّلمِ في "هَبَلٍ"
لكي يَرعاهْ
ومازلنا
جميعًا هاهُنا نصْرُخْ
بأعلى صوتِنا نصرُخْ :
أيا قُدساهْ
وغايَةُ ما فعلناهُ ،
وغايةُ ما سنفعلُهُ ..
نُنَاجي اللهْ
وندعو حينَ نتَّجِهُ
إلى القِبْلَةْ ..
على الباغي
بكلِّ صلاةْ
******
قضينا عمرَنا نسكُتْ
وأنتَ تُجيدُ أن تَهتزْ ؟
لماذا الآنَ تُشعِرُني بكلِّ العجزْ ؟
لماذا دائمًا تُبتَزْ ؟
لأنَّ الخوفَ في عينيكَ يُغريهم
وجُرحُكَ ما يزالُ يَنِزْ
فيَسْقُطُ من خِياراتِكْ
خيارُ كرامةٍ سُلِبتْ ،
وتاجِ العِزْ
ويسقُطُ من خياراتِكْ
خيارُ الحزمْ
لأنَّ العزمَ
أصبحَ دائِمًا واهِنْ
جُمُوعُ الناسِ قد صارتْ
على ثِقَةٍ
بأنَّ الحُلمَ في عينيكَ أنْ تَبقَى
هُنا آمِنْ
فكيفَ يجيئُكَ الأمنُ
إذا كانَ الذي أعطيتَهُ ظَهرَكْ
هو الطَّاعِنْ ؟؟