أَمَا آنَ يا حُكَّامَنا أن تَرحَلوا ؟ - عبدالعزيز جويدة

هَل آنَ يا حُكامَنا
أنْ تَرحَلوا ؟
عِندي أمَلْ
يَومًا أرَى
وَجهًا جَديدًا غَيرَكُمْ
حَتى ولَو كانَ الذي
يأتي غدًا من بَعدِكُمْ
( ........ )
فَكَفَى الذي مِنَّا أخذتُمْ
وكَفَى الذي مِنَّا سَرَقْتُمْ
ولَسوفَ نُقسِمُ أنَّكُمْ
كُنتُمْ بِحَقٍّ تُحسِنونْ
فإذا سُئِلنا هل مَلَلْنا
سنقولُ مَلَّ الراكِبونْ
***
مِنْ يَومِ أنْ فَتَّحتُ عيني للحَياةْ
وأنا أراكم تَحكُمونْ
في كلِّ شيءٍ دائمًا تَتحكَّمونْ
في عُمرِنا ،
في رِزقِنا ،
في فَرحِنا ، في حُزنِنا ،
في قَهرِنا ، في ذُلِّنا ...
ولَقد عَرَفنا في عُصورِكُمُ البَهيَّةِ
كلَّ ألوانِ العذابِ ،
وكلَّ أصنافِ السجونْ
في كلِّ ناحِيَةٍ نَراكُمْ دائمًا تَتَشَعِّبونْ
هل مُستَحيلٌ أنْ نَرَى
أحدًا سِواكُمْ ؟ !
دَومًا أراكُمْ ..
في الإذاعاتِ ، الصُّحُفْ
دومًا أراكُمْ
في المتاحِفِ ، والتُّحَفْ
دَومًا أراكُمْ
في(الشَّراشِفِ) ، والنَّجَفْ
دومًا أراكُمْ
في مِياهِ الشُّربِ
في طَعمِ الرَّغيفْ
فَوقَ الحَوائِطِ
في المَيادينِ الفسيحَةْ
عاشَتْ تُحاصِرُنا الصُّوَرْ
صُوَرٌ قََبيحةْ
وأنا أراكُمْ تَضحَكونَ
على الذُّقونْ
والشَّعبُ يَصرُخُ كالذَّبيحةْ
***
هل آنَ يا حُكَّامَنا أنْ تَرحَلوا
أنْ تُفسِحوا
هذا الطَّريقَ لِغيرِكُمْ
أنْ تَمنَحونا الحقَّ في شَيءٍ بَسيطْ
لِمَ دائمًا تَتخيَّلونَ
بأنَّنا شَعبٌ عَبيطْ ؟
عِندي أمَلْ ..
أنْ تَمنَحونا مرَّةً حقَّ الكلامْ
أنْ تَسمَعونا مرَّةً
فلَقدْ سَئمْنا الجَلْدَ ..
في عِزِّ الظَّهيرةْ
ولقد تَعِبْنا مِن مَآسينا المَريرةْ
إنَّ الذي دومًا نُسَمِّيهِ الوطنْ
في عَصرِكمْ
هو ليسَ أكثرَ مِنْ حَظيرةْ
***
هل آنَ يا حُكَّامَنا أنْ تَرحَلوا
فمِنَ المُحيطِ إلى الخَليجْ
إمَّا مَليكٌ أو عَميلٌ
في المَزادِ لَهُ رَقَمْ
تأتونَ دومًا كالمَصائبِ
فوقَ أعناقِ الأُمَمْ
ومِنَ المحيطِ إلى الخَليجْ
كلُّ العساكرِ جَرَّبوا ..
فينا السِّياطَ
وجَرَّبوا فينا الرُّتَبْ
كلُّ الجرائمِ تُرتَكَبْ
يأتي العَقيدُ أوِ الشَّويشْ
ويُعيدُ فينا الجاهِلِيَّةَ مِن جَديدْ
فنعودُ نَسجُدُ للصَّنَمْ
يأتونَ دومًا لا عُهودَ ..
ولا ذِمَمْ
وجميعُهُمْ مُتَخَصِّصونْ
في قَصفِ أعمارِ الشُّعوبِ ،
وفَنِّ تَلفيقِ التُّهَمْ
والحكمُ في ظلِّ العساكرِ
بالرَّصاصِ وبالقَدَمْ
أمَّا المُلوكُ الفاتِحونْ
الجالِسونَ مِنَ القِدَمْ
يَتَصيَّدونَ شعوبَهُمْ
نَعَمٌ . نَعَمْ
إنَّ الملوكَ إذا أفاضَتْ
مِن حُقولِ النِّفْطِ
مَوفورِ النِّعَمْ
خَلَعوا العُقولَ
وفَرَّغوا كلَّ الرُّءُوسِ
وألبَسوا الناسَ العِمَمْ
هذا بفضلِ اللهِ
مِنْ أغلى النِّعَمْ
أن تُصبحَ الأشياءُ
شيئًا واحدًا
سَهلُ البِقاعِ كما البَقيعِ
كما الهَرَمْ
يا أيُّها الأعرابُ هذا حالُكُمْ
تَتعجَّبونْ ..
للهِ في هذا حِكَمْ !!!