سَيِّدي تِلكَ القضيَّة - عبدالعزيز جويدة

في البلادِ العربيَّةْ
الطوابيرُ التي دومًا أراها
في العروضِ العسكريَّةْ
والصواريخُ التي فوقَ القواعدْ
وملايينُ الجنودِ
يحملونَ البندقيَّةْ
دائمًا عندي سؤالٌ
عندما يأتي صراعٌ
كي نُواجِهْ ..
أيَّ عدوانٍ علينا
من جهاتٍ أجنبيَّةْ
أينَ يمضي كلُّ هذا
بينَ صبحٍ وعشيَّةْ
حينَ نَشجُبْ ،
ونُدينْ ..
في بياناتِ الصمودِ العنتريَّةْ ؟
سيدي تلكَ القضيَّةْ
***
حينَ حكامُ العروبةْ ..
يَخطُبونْ
أ تُرى مثلَ شعوري تَشعرونْ
عندَما ..
هم يصرخونْ
عندَما من بعضِهم يستهزئونْ
ولكلٍّ منهمو دومًا بِطانةْ
حينَ يسخرْ ..
يَضحكونْ
ولكلٍّ منهمو دومًا حَصانةْ
وكلابٌ يَنهشونْ
ولكلٍّ منهمو كفٌّ حديدٌ
ومنافٍ ،
وسُجونْ
ولكلٍّ منهمو جيشٌ كبيرٌ
يَحرُسُ الكرسيَّ دومًا
أينما الكلبُ يكونْ
***
الصراعاتُ التي دومًا تُسمى عربيَّةْ
عن حدودٍ ، وسُدودٍ ، وهُويَّةْ
والخلافاتُ العقيمةْ
عن خلافاتِ الزعامةْ
دائمًا والعنجهيَّةْ
فلماذا نتقاتلْ
ونُلقِّنْ ..
بعضَنا درسًا بغيضًا
في الفنونِ العسكريَّةْ ؟
إنَّ أعداءَ بلادي
كلُّ حكامِ بلادي
وأمامي ألفُ شاهدْ
للقضيَّةْ
كلُّ حكامِ بلادي
( هم طراطيرُ الإدارةْ .. الأمريكيَّةْ )
فلماذا ضدَّ إسرائيلَ
منهمْ ..
ما سَمِعنا طيلةَ الخمسينَ عامًا
صوتَ طَلقِ البندقيَّةْ ؟
***
كلُّ حكامِ بلادي طيِّبونْ
والقضيَّةْ ..
أننا لسنا لنرضى ..
بالجنونْ
ففلسطينُ قضيَّةْ ،
عودةُ القدسِ قضيَّةْ ،
لاجئُ "البوسنا" .. قضيَّةْ ،
حقُّ إنسانٍ قضيَّةْ
لو فرضنا أنَّهُ تمَّتْ حُلولٌ للقضايا
لم تَعُدْ أيُّ قضيَّةْ
كيفَ حكامُ بلادي
يَرتَعونَ في "الوِسيَّةْ" ؟
مَرَّ عُمري دونَ حلٍّ للقضيَّةْ
وسيأتي ألفُ جيلٍ
دونَ حلٍّ للقضيَّةْ
طالما كانَ هنالِكْ ..
دائمًا أيدٍ خفيَّةْ
حينَ يمضي أيُّ حاكمْ
في البلادِ العربيَّةْ
فلهُ فورًا قرينٌ
ويُسمى باختيارِ الأغلبيَّةْ
سيدي تلكَ القضيَّةْ
***
كلُّ قُطرٍ عربيٍّ
عندَهُ جيشٌ عظيمٌ ونظامْ
وزعيمٌ يأكلُ المالَ الحرامْ
فلماذا نرتضيها ..
كلماتٍ كالهلاوسْ
في خطاباتِ الأشاوِسْ
نامتِ القدسُ بأحضانِ اليهودْ
وغدا القوَّادُ فارِسْ
ما رأينا أنَّ فردًا قد تحرَّكْ
أ تُرى الكلُّ تأمرَكْ ،
وتبرَّكْ ؟
فلماذا تُصنعُ الآنَ الجيوشْ ؟
إنَّها في الأصلِ تُصنعْ ..
ضدَّ أطماعِ الوحوشْ
لا لتحمي ..
كلَّ أصحابَ العروشْ
أولإطلاقِ المدافعْ
حينَ يمضي ..
أيُّ حاكمْ
عندَ توديعِ النعوشْ
***
في البلادِ العربيَّةْ
منذُ ودَّعنا سنينَ الملكيَّةْ
وعرَفنا الجمهوريَّةْ
ثم صارَ الحكمُ ( جُمهو ملكيَّةْ )
وشَرِبنا المُرَّ صُبحًا وعَشيَّةْ
وأنا مثلُ الكلابِ البوليسيَّةْ
دائمًا أشتَمُّ ريحًا للخيانةْ
والعمالةْ
عندَ توزيعِ الكراسي
في البلادِ العربيَّةْ
سيِّدي تِلكَ القضيَّةْ