ماذا تبقى يا عراق - عبدالعزيز جويدة

ماذا تَبقَى الآنَ
منَّا يا عراقْ
لم يَبقَ منا
غيرُ أنَّا
عازمونَ على الفراقْ
وسطَ الجحيمِ
العمرُ أصبحَ لا يُطاقْ
ودمُ الحسينِ على الأسنَّةِ
صارَ في جهلٍ يُراقْ
قُتِلَ الجميعُ من الجميعِ
وما وصلنا لاتفاقْ
اللهُ أكبرُ يا بلادي
من جنونِ الانشقاقْ
من غربةِ في النفسِ صارت ْزلزلةْ
من غربةِ الروحِ التي
حصدتْ كياني
كانفراطِ السنبلةْ
أنا كنتُ في بستانِ عشقِكِ
رائعًا كقُرُنفُلةْ
لمَ كلما حاولتُ أسألُ عن أحدْ
أجدُ الإجابةَ : لم يَعدْ فيها أحدْ ؟
كلُّ الذين َأُحبُّهم
ما عادَ منهم من أحدْ
والعابرونَ الضائعونَ
يسافرونَ إلى الأبدْ
والنفسُ ضاقتْ بالرحيلِ وبالكمدْ
ظلَّ السؤالُ ولم يُجبْ يومًا أحدْ
من في العراقِ المضطهدْ !
من عاشَ فيهِ
أمِ الذي عنهُ ابتعدْ ؟
بلدُ الصحابةِ ، أرضُ كلِّ الأولياءْ
فعِمي صباحًا يا بلادَ الأنبياءْ
يا أيها الطُهرُ المعتقُ
في زجاجاتِ ابتِلاءْ
لِمَ كلما حاولتُ أنسى
ذكَّرتني "كربلاءْ"
صبغوا الشوارعَ والحواري ،
والأزقةَ بالدماء
من كلِّ صوبٍ يَقدِمونَ
ويَقتلونَ الأبرياءْ
من ذا يقودُ عصابةَ الجهلاءْ ؟
هذا العراقُ لنا جميعًا
تربةً ، وكرامةً ، وإباءْ
دقَّتْ نواقيسُ الكنائسِ مرتينِ
رفعَ المؤذنُ صوتَهُ في المرتينِ
ولم نجدْ أحدًا يُصلي
ما قيمةُ الأديانِ من غيرِ البشرْ
باللهِ قلْ لي
الدينُ دومًا للإلهْ
الدينُ أن تَهبَ الحياةْ
الدينُ ليسَ مساجدًا ، وكنائسًا ،
ومعابدًا ، وصلاةْ
الدينُ قلبٌ عامرٌ بالخيرِ
تمنحُهُ سواكْ
إن البلادَ بشعبِها
وبدونِهِ ..
لا خيرَ في شيءٍ هناكْ