الألفِيَّة - عبدالعزيز جويدة

"نبوءة للعالم العربي خلال ألف عام قادمة"
***
في ألفِ عامٍ قادمةْ
هل يا تُرى ماذا يكونْ ؟
ماذا إذنْ تتوقَّعونْ ؟
أنا جِئتُ أُنبئُكم بما لا تَعلمونْ
أنا جئتُ من "سبأٍ" بعلمٍ
عَلَّكم تتهيَّئونْ
يا أيُّها الرجلُ العليمُ
أيا سُليمانُ الحكيمْ
عندي النبوءةُ في الصميمْ
قومٌ يُقالُ منَ المحيطِ إلى الخليجْ
ضُرِبوا على آذانِهم من ألفِ عامٍ كاملةْ
وإذا بهم
مِن نومِهم يَستيقظونْ
ماذا تَغيَّرَ حولَهمْ
لا شيءَ حقًّا سيِّدي
حكَّامُهم
مِن ألفِ عامٍ يَحكمونْ
نفسُ الكراسي ،
والمآسي ،
والمَنافي ، والسجونْ
نفسُ العساكرِ في البلادِ مُدجَّجونْ
وهناكَ أنباءٌ تُذاعُ على الملأْ
سيظلُّ قانونُ الطوارئِ
يَسحقُ المتمرِّدينْ
والحُكمُ أصبحَ بالوراثةْ
وجميعُ مَن حكموا البلادَ
ومَنْ سيأتي بعدَهمْ
مُتشابهونْ
مازالَ نُوابُ المجالسْ
نفسُ الخنازيرِ القديمةِ يَجلسونْ
وكبيرُهم في صَحنِ مجلسِهم يَزومْ
لمْ يَسمعوهُ
ولمْ يَعوهْ
لكنَّ أيديهم تُشيرُ
مُوافقونْ
مازالَ فقرٌ مُدقِعٌ
وأنا أقولُ بأنَّها أزِفتْ
وثِيابُها بَلِيَتْ
ونِعالُها اهتَرأتْ
من جوعِها ، من فقرِها زحَفتْ
وأمامَ بابِ القصرِ نادتْ :
يا أميرْ
هذي الملايينُ الكبيرةُ تستجيرْ
خرجَ الأميرُ لشُرفةِ القصرِ الكبيرْ
ألقى بقايا مِن طعامِ كلابِهِ
فتلقَّفتْهُ بُطونُ مَن جاعوا
وصاحوا كالهديرْ :
شكرًا لمولانا الأميرْ
وجهُ الأميرِ يُطلُّ مُبتسمًا
يُعطي لهُ الحراسُ بعضَ دراهمٍ
فيرُشُّها في الأرضِ مُبتهجًا
يتقاتلُ الجمعُ الغفيرْ
ويَصيحُ في غضبٍ وزيرْ :
أ ترُشُّ بعضَ دراهمٍ ؟
مولايَ .. لا !!
لا .. سيدي
هذا كثيرْ
مازالَ يبتسمُ الأميرْ
يدعو القديرْ ..
أن يُبقيَ الشعبَ الكبيرْ
شعبًا ولكنْ..
من حَميرْ
***
مازالَ يسكنُ عقلَهم
مرضُ التسطُّحِ والضحالةِ كالجُذامْ
مازالَ هذا السوسُ يَنخُرُ في العِظامْ
وطنٌ يعيشُ على التبرُّكْ
عدوى التبركِ في بلادِ الشرقِ
صارتْ كالزُّكامْ
مازلتُ أنظرُ في جموعٍ تستجيرْ
"مدَدًا .. مَددْ"
مازلتُ أنظرُ في جُموعٍ جاهلةْ
هذا يُقبلُ في الحديدِ
وذا يُقبلُ في الرخامْ
مازلتُ ألمحُ جهلَهم مُتفشِّيًا ،
حلقاتِ ذِكرٍ وانسجامْ
يا سيِّدي
هذي شعوبٌ
تُسعِدُ الحكامْ
***
مازالَ أقوامُ البداوةِ
في البداوةِ يَعمَهونَ وللأبدْ
يبنونَ في البيدِ القصورْ
ويُفضِّلونْ ..
أن يربطوها في الوتَدْ
يضعونَ فوقَ الطائراتِ هَوادِجًا
والعِيسُ تحدو في زمانٍ لَم يَعُدْ
مازالَ يسكنُهم "جريرٌ والفرزدقُ"
والبكاءُ على الطُّلُولِ بلا أمدْ
مازالَ شكلُ أبي لهبْ
في شكلِهم
مازالَ صوتُ أبي لهبْ
في فِكرِهم
يُلقي الحجارةَ فوقََنا
لنقولَ لَهْ :
"أحدٌ .. أحدْ"
مازالَ يَملكُهم عداءٌ
للأنوثةِ كلِّها
فنساؤهم ..
مثلُ الفريسةِ للأسدْ
فإذا انتهى
وَأدَ الفريسةَ في الفراشْ
وعلى الفريسةِ أن تُجاهرَ بالجلَدْ