يا يُوسُفُ فَسِّرْ لي الرُّؤيا - عبدالعزيز جويدة

(1)
المَوتَى عَادُوا
مِن رِحلةِ مَوتِهِمُ عادوا..
مِن غَيرِ كَفَنْ
والقَلبُ سَكَنْ
والرُّوحُ لِبَارِئِها صَعَدَتْ
وتَرَسَّبَ في قَاعِ البَحْرِ ..
طينُ الأجسادْ
في شَكلِ بَدَنْ
قالَ الصَّيَّادْ :
اصطَدْتُ عُيونًا حَائرَةً
يَملؤها الرُّعبْ
اصطدْتُ حَبيبةْ
قد قََفزَتْ من قلبِ مُحِبْ
سَيَجيءُ إلينا سادَتُنا ..
بِدَمٍ كَذِبٍ ونُصَدقُهُمْ
الصَّبرُ جميلٌ يا "يَعْقُوبْ"
"يوُسُف"ُ قد طالَتْ غَيبَتُهُ
لَكِنْ في يومٍ سَيَؤوبْ
(2)
يا يُوسُفُ طالَتْ غَيبتُكَ ..
في أرضِ اللهْ
وأبوكَ منَ الحُزنِ ابيَضَّتْ ،
غاضَتْ عيناهْ
مازالَ يَقولُ لإخوتِكَ :
إنِّي أتَنفَّسُ من يوسُفْ..
ريحًا تُنبئُني :
سَأراهْ
يتَصفَّحُ دَمعَهُمُ الكاذِبْ
ويُقَلِّبُ ثَوبَكَ بِعَصاهْ
أيديكُمْ ليستْ بِبَريئةْ
واللهُ مُعينٌ .. اللهْ
(3)
يا يُوسُفُ فَسِّرْ لي الرؤيا
مِن خَمسِ سِنينْ ..
شاهَدْتُ نُفوسًا مَسجونَةْ
والسِّجنُ سَجينْ
وهَرَبْتُ هُناكَ إلى بَلَدٍ
لا زَرعٌ فيهِ ولا ماءْ
صافَحتُ وُجوهًا أعرِفُها ..
أعرِفُها لكنْ غُرَباءْ
تَأكُلُ من صَخْرٍ صَوَّانْ
وَتَنِزُّ جُلودُهُمُو بِدِماءْ
إنْ تَنظُرْ فيهِمْ تَتحسَّرْ
مِن شِدَّةِ ما هُمْ تُعَساءْ
حُمِلوا كقطيعٍ في مَركَبْ ،
زُجُّوا في وَسَطِ الطوفانْ
وإذا بي أنظُرُ مِنْ حَولي
لا ألقَى منهم إنسانْ
فَسِّرْ يا يُوسفُ
تَفسيرُكْ..
باقٍ في طَيِّ الكِتْمانْ
حَدِّثْ يا يُوسُفُ عَنْ وَطنٍ
يَحكُمُنا فيهِ السَّجَّانْ