دُعَابَة - عبدالعزيز جويدة

قد كانَ أبي
في صَحنِ الدارْ
يَجلِسْ ..
مُتَّكئًا
وحِوارْ
كانتْ أُمي
تَبحثُ عن شيءٍ تَطبُخُهُ
قد كانَ عليَّ بأنْ
أختارْ
أنا كنتُ وحيدًا مُنكفئًا
فوقَ كِتابي
وأُرَدِّدُ بعضَ الأشعارْ
صاحَتْ أُمي :
لا شيءَ سنأكُلُهُ اليومْ !
لِمَنِ اللومْ ؟
كانَ "حَليمُ" يُغنِّي :
( أخرِجْني مِنْ هذا اليَمْ )
صاحَ أبي :
( أخرِجْني مِن هذا الغَمْ )
صاحتْ أُمي : أينَ الثَّومْ ؟
قَفَزَ الكلبُ وسَكَبَ القِدرْ
ضحِكَ الهِرُّ
وكَرَّ وفَرْ
أبتي الرجلُ الطيِّبُ مَرْ
ضَحكَ وقالْ :
للهِ الأمرْ
أُمي تَصرخْ
أينَ البصلُ الناشفُ قُلْ لي ؟
كنتُ أُذاكرُ مُنشغِلاً
بحروفِ الجَرْ
جئتُ بحُزمَةِ بصلٍ
أخضرْ
صَرَخَتْ فِيَّ وبصَّتْ شَزْرًا :
قلتُ الناشِفْ
يا ابنَ ال ...
قلتُ: الناشفُ بينَ يديكِ
قد يَخضَرْ