مَاذا سَيبقَى - عبدالعزيز جويدة

ماذا سيبقَى مِن هوانا بعدَنا
ماذا سيبقَى من كلامِ العشقِ
بُركانِ اللهَبْ ؟
ماذا سيبقى من عذاباتِ القلوبِ ..
وروعةُ الإحساسِ فينا تَضْطَرِبْ
الشوقُ فينا كم تحدَّى سالِفًا
أوَّاهُ من شوقٍ تأجَّجَ أو غَضِبْ
هل يا تُرى أمواجُهُ يومًا ستهدأُ
فوقَ شطآنِ التعَبْ
ونراهُ يَجمعُ ما تَبقَّى راحلاً
ونراهُ يَخبو
كي يُفارقَ
في وِداعٍ مُقتضَبْ
***
ماذا سيبقَى من لِقاءاتِ الغرامْ
ومن الكلامِ ، من السلامِ ،
والابتسامْ
ماذا سيبقَى من حديثِ عيونِنا
ماذا سيبقَى من تباريحِ الهيامْ
ماذا سيبقَى فوقَ طاولةِ الحِوارِ
ومن أمانينا العِظامْ
ماذا سيبقى من بَريقِ عُيونِنا
غيرُ الأسَى ،
عَضِّ الأناملِ مُنيتي
عندَ الختامْ
***
ماذا سيبقَى لي أنا
ماذا سيبقَى لي هُنا ..
بيتٌ وحيدٌ
أو بقايا أُمنياتْ
شَدوُ السواقي والطيورِ الراحلاتْ
وعيونُنا المُتأمِّلاتْ
وشِفاهُنا المتبسِّماتْ
رَجعُ الصدَى ..
هو ذا يقولُ :
العمرُ فاتْ
وأنا أُلَملِمُ ما تَبقَّى
من لَهيبِ الذكرياتْ
سأظلُّ عمري في ذُهولٍ دائمٍ
كيفَ الهوَى في لحظةٍ يغدو رُفاتْ
***
ماذا سَيبقَى إنْ أتى ليلِي
ليسألَ مُقلتيكِ ؟
ماذا سأفعلُ في يدي
في الليلِ تَبحثُ عن يَديكِ
ماذا سأفعلُ
حينَ أسمعُ صوتَكِ الأحلى يُناديني تَعالْ
ماذا سأفعلُ في المسافاتِ الطويلةِ والليالْ
ماذا سأفعلُ في عذابٍِ صالَ في عمري وجالْ
ماذا سأفعلُ لو تحدَّيتُ المحالْ ..
سأعودُ من حيثُ ابتدأتُ
وسوف يبقَى دائمًا هذا السؤالْ
ماذا سيبقى من هوانا بعدَنا ؟
هل من إجاباتٍ ستُطرحُ
فوقَ طاولةِ الجدالْ ؟