يَمُرُّ الضَّوء - عبدالعزيز جويدة

يَمرُّ الضوءُ من رئتيكِ
في همسٍ
إلى رئتي
يُضيءُ الكونَ
نورًا مثلَ نورِ الفجرِ سيدتي
زرعتُ الشمسَ في عينيكِ
فاتنتي
وصوَّبتُ ..
إلى البحرِ
ببعضِ سهامْ
وقلتُ أنامْ
أصيدُ البحرَ في نومي
وأحملُهُ إلى النهرِ
وأسكُبُ ماءَهُ المالحْ
بطولِ النهرْ
وأرشُفُ رَشْفَةً منهُ
أُراهنُ كلَّ من حولي
على البحرِ ، وطعمِ الماءْ
إذا نادتْهُ عيناكِ
بأيِّ نداءْ
يَذوبُ المِلْحُ في النشوى
وفي الإصغاءْ
ويأتيني هنا عذبًا
وها قد جاءْ
وأنصُبُ للهوى شَرَكًا
بكلِّ مكانْ
وأبدُرُهُ بُذُورَ الحُبْ
وقلبي بَيْدَرٌ من حَبْ
ومن شوقٍ ومن عشقٍ
ومن حرمانْ
وفي الكتمانِ
أجلسُ خلفَ نافذتي
أتتنا من سماءِ العشقِ
تلتقطُ ..
مِن الحبَّاتِ ما يَسمحْ
وقلبي كانَ مضطربًا ،ومشغولاً
وأسألُهُ : لِمَنْ يفتحْ ؟
تحطُّ لساعةٍ وتَؤوبْ
وما المطلوبْ ؟
وقلبي في الهوى دومًا
أراهُ الفارسَ المغلوبْ
وعندَ الليلْ
وكُلِّي في الهوى يسبحْ
وما عادتْ من الحباتِ يا عمري
سوى حبَّةْ
وفخٍّ كانَ منصوبًا
بأعلى القلبِ في صدري
كجنديٍّ على التبَّةْ
وفوَّهَةٍ من الرغبةْ
وقلبٍ حطَّ لا أكثرْ
على مهلٍ
ويقتربُ ..
منَ البَيْدَرْ
وقلبي كلُّهُ خفَقانْ
ورعْشاتٌ ونبْضاتٌ
وبحرٌ يأكلُ الشطآنْ
معَ الخفقانِ والرهبةْ
وقلبٌ أخضرُ الرغبةْ
ولم يبقَ ..
سوى حبَّةْ
ومنها صارَ يقتربُ ويبتعدُ ..
صِراعٌ داخلَ الحلَبةْ
وأصُرخُ داخلي أصرُخْ
وأكتُمُ داخلي الجَلَبَةْ
وحطَّ الطيرُ ،
حطَّ الطيرُ من تعَبٍ
ومن شوقٍ هنا غلبهْ
وقلبي صارَ مفتوحًا
كأوسعِ جُرحْ
وطيرٌ حطَّ في قلبي كطعنةِ رُمحْ
وأغلقتُ ..
على طيرِ الهوى قلبي
وعندَ السَّفحِ
جسمي كانَ مَرميًّا
كحبَّةِ قمحْ
سقيناها بماءِ البَوحِ
فانفلقَتْ وشقَّتني
وأنتِ الرَّوحْ
تَعانقنا ، تَشابكنا ..
كنَبْتٍ من هواكِ السَّمحْ
فأصبحتُ أنا هذا
وأصبحتِ ..
كهذا الصَّرحْ