حُلمي المؤجَّل - عبدالعزيز جويدة

أجَّلتُ أحلامي سِنينْ
أجَّلتُ أحلامي التي
يومًا عَرَفناها معًا
أجَّلتُ ما لا تَعرفينْ
أجلتُ أحلامَ السنينِ جميعَها
وجلستُ وحدي أنتَظرْ
فلرُبما تأتينْ
قد كانَ عهدٌ بينَنا
خُنتِ العهودَ ، وقد حَنَثتِ الآنَ عمدًا ..
باليمينْ
يا أيُّها الحُلمُ المؤجَّلُ في دمي
حتى متى أبقَى على حالي
وأنتِ تؤجِّلينْ ؟
قلتِ : انتَظرْني
وانتظرْتُ بلا أملْ
لِمَ دائمًا عكسَ اتِّجاهي
في الفضاءِ تُسافرينْ ؟
زَيَّنتُ قلبي بالمُنى
وفرشْتُ أحلامي بِزهرِ الياسَمينْ
أجَّلتُ أحلامي سنينْ
وتَكسَّرَ الإحساسُ ، ماتَ
على مَشارِفِ
ما فَعلْتِ ، وتَفعَلينْ
***
عُمري مَضى
أحلى سنينِ العُمرِ تَمرُقُ مِن أمامي ذاهِبَةْ
ليسَ الهوى مَنًّا مِن الأحبابِ أو حتى هِبَةْ
عُمري مَضى ومتى سألتُكِ قُلتِ لي : مُتأهِّبَةْ
وتَركتِ لي جُرحًا تلَوَّثَ في فُؤادي
مِن حِصارِ الأتربَةْ
مَن قالَ إنَّ الحبَّ يَشفَى بالرُّقَى،
أو مِن كلامِ الأحجِبَةْ
ماذا ستنتَظِرينَ ؟ قولي رُبَّما
الآنَ أقتَنَعُ ..
بِصمتِ الأجوبَةْ
لا تَنظُري للأفقِ ؛ إنِّي لم أعُدْ ..
أبدًا أُصدِّقُ أن تَكوني راهِبَةْ
كذَّبتُ نَفسي
كي لا أُصدِّقَ أن تَكوني كاذبةْ
كم كنتُ في صَمتي أذوبُ
إذا نَظرتِ مُعاتِبَةْ
قد كانتِ الدنيا بعيني
لا تُساوي أيَّ شيءٍ
لو رأيتُكِ غاضِبَةْ
كنتُ ..
أمُدُّ بداخلي دومًا يَدِي
أتَحسَّسُكْ
فأراكِ دومًا داخِلي مُتشعِّبَةْ
في القلبِ أنتِ وفي العيونِ
وفي دِمائي ذائبَةْ
أرجوكِ عودي بالحياةِ الصاخِبَةْ
أنا ذُقتُ أحلى ما عَرفتُ
على يَديكِ مِن الهوى
وعلى يديكِ رأيتُ أسوأَ عاقِبَةْ