أيُّها الرَّاحِلون - عبدالعزيز جويدة

أيُّها الراحِلونَ
بِلا عَودَةٍ للوَطنْ
كيفَ لي أن أُصافِحَكم من بَعيدْ
كيفَ لي ..
أن أُلَوِّحَ بالقلبِ خلفَ الحديدْ
كيفَ لانَ الحديدُ ..
وعَزمُكُمُ لَم يَلِنْ
لَيتنا لَم نَكنْ
أيُّها الخارجونَ من نِنِّ عيني
كلُّنا في المَنافي سَواءْ
فمنفِيَّةٌ روحُنا في البَدَنْ
أيُّها اللابِسونَ الوَطنْ
جُلودًا وعَظمًا ولحمًا
أجيبوا البَريدْ
طَمئنونا عليكم
شُدُّوا من أزرِنا
للصباحِ الجَديدْ
سوفَ يَطرَحُ هذا النَّخيلُ المُقدَّسُ
في ذاتِ يَومٍ نَشيدْ
ليسَ لي أن أُقايِضْ
بِكُمْ
كيفَ لي أن أُقايضْ
بِدمِّ الشهيدْ
أيَّ كلبٍ حقيرْ؟
كيفَ لي أن أُصَدِّقَ في أيِّ وَقتٍ
شُيوخَ النِّفاقِ
شيوخَ الثَّريدْ
كيفَ يُفتونَ ليلاً ..
بأنَّ الشَّهادَةَ حَقٌّ وواجبْ
وفي الصبحِ تَغدو انتِحارًا
أَ ليسَتْ هِزارًا ..
فتاوَى العَبيدْ
***
أيُّها الشهداءُ
سلامٌ عليكم
اسمَحوا أن أقبِّلَ أقدامَكم
ثُمَّ أرفعَكم فوقَ رأسيَ
تاجًا منَ الفخرِ حتى القِيامةْ
أيُّها الرَّابِضونَ على كلِّ شِبرٍ
ولا تُؤثِرونَ السَّلامَةْ
فلا تُقحِمونا
بشَيءٍ نبيلٍ
ولا تترُكوا فَوقَ أرضٍ علامَةْ
نحنُ صِرنا نَخافُ مِن ظِلِّنا
بكلِّ الأماكنِ
مِن أرضِ مِصرٍ ..
وحتى تِهامَةْ
***
أيٌّها الشهداءُ الذينَ يَمُرُّونَ
عَبرَ دُرُوبِ الكرامَةْ
اقتُلوا كلَّ مَن يَقتُلونَ
وصيروا قَنابِلْ
ليسَ لي أن أُجادِلْ
ما بينَ حَقٍّ وباطلْ
أنتُمُ الفصلُ بينَ المَسائلْ
اقتُلوهُمُ مِنْ قبلِ أنْ يَقتُلوكم
زلزِلوا الأرضَ من تَحتِهِم
فكونوا الزلازِلْ
أخرِجوا فَجرَكم
مِن كلِّ ليلٍ طويلٍ
أعيدوا إلينا بطولاتِ "بابِلْ"
وقولوا إذا الفَجرُ عانَدْ:
لِيومِ القِيامَةْ ..
سنبقَى نُحاوِلْ ..
سنبقَى نُحاوِلْ