كَابُوس - عبدالعزيز جويدة

كُنتُ أسيرُ بِطولِ الشارعْ
حَفْرٌ ..
أضواءٌ ..
ألوانٌ ..
ناسٌ في عُنفٍ تَتصارعْ
كنتُ أسيرُ كَطفلٍ ضائعْ
كانَ يُنادي :
اقرأْ هذا الخبرَ الساطعْ
ناسٌ تَجلسُ فَوقَ المَقهَى
وتَلوكُ جَميعَ الأنباءْ
كنتُ أراهُ صباحَ مساءْ
صورتُهُ كانتْ تَتصدَّرْ ..
كلَّ صَحيفَةْ
عَيناه ُ..
في الصمتِ مُخيفَةْ
ويُصرِّحُ في كلِّ مَكانْ
يُدهِشُني ..
"ابنُ الحرِّيفَةْ"
حينَ يُصرِّحْ
للتَصريحِ ..
لَونُ الموتِ ، وطَعمُ الجِيفَةْ
***
أكمَلتُ ..
للبيتِ مَسيري
طُولَ طَريقي
صَفُّ جُنودٍ راحَ شِمالْ
صَفُّ جُنودٍ راحَ يَمينْ
ضُباطٌ في ألفِ كَمينْ
أنا أكرهُ ألوانَ الميري
في تَقديري ..
هو لَونٌ شارَك في تَدميري
لَونٌ أسهَمَ في تَخديري
قالوا : قِفْ
كُنتُ أظُنُّهُ شَخصًا غَيري
قالوا : أنتْ !
سألوني : مِن أينَ أتيتْ ؟
فأجبتْ :
مِن بيتِ صَديقي
اركَبْ مَعنا
كنتُ أُفكِّرُ في أنَّهُمو..
في نفسِ طَريقي
ولِذلكْ
أخذوني معَهُمْ
ورَكِبتُ
مِن دونِ كلامْ
سَجنوني ..
ونَسَوْني تسْعةَ أعوامْ
لَمْ تَصدُرْ ضِدي أحكامْ
لَم يسألْ عني إنسانْ
في الزِنزانةْ
كنتُ أُغَنِّي
لا ألقَى أحدًا يَسمعُني
حينَ خَرَجتُ مِن الزنزانةْ
لَم أُبصِرْ أحدًا في الشارعْ
لا البائعْ
أو صَوتَ البائعْ
المقهى خالٍ ، والشارعْ
وجُنودٌ تَصطفُّ يَمينْ
وجُنودٌ تَصطفُّ شِمالْ
ويَدورُ ..
في الرأسِ سُؤالْ
أينَ الناسْ ؟
لا أُبصِر ُإلا الحُرَّاسْ
...........
...........
...........
وعَساكرَ تَصطفُّ يَمينْ
وعَساكِرَ تَصطَفُّ شِمالْ