البَريد - عبدالعزيز جويدة

"إلى زَوجةِ الشَّهيد"
البريدْ
لا يَحُلُّ المُشكِلَةْ
هذهِ المُهمِلةْ
تَدَّعي أنَّها
فارَقَتْ زَوجَها
في أقاصي البلادْ
كي يُوفِّرَ قوتَ الصِّغارْ
طِفلُها
يَدَّعي الكِبرِياءْ
إنَّما الأمُّ كانتْ
تَحضُنُ الطفلَ
تَبكي بِغيرِ انتِهاءْ
حُلمُها أن يَعودَ الغريبْ
في الصَّباحِ القريبْ
تَدَّعي للنساءْ :
زوجُها في سَفَرْ
زَوجةٌ مِن ضَجَرْ
قَلبُها مُنكَسِرْ
كُلما هَمَّ هذا الصغيرْ
يَفتحُ البابَ عادْ
وارتَمى دونَ صَدرْ
وانطَوى دون َزادْ
كانَ حُلمُ الصغيرْ
أن يَعودَ أبوهْ
مَرَّةً يَحتويهْ
مثلَ كلِّ الصغارْ
دَقَّ ساعي البريدْ
البريدُ الجديدْ
مِن أبيهِ البعيدْ
إنَّما المُهملةْ
منذُ عامٍ تُقاوِمْ
خوفَ أن تعترِفْ
تَحسِمَ المسألةْ
فالخِطابُ الأخيرْ
والذي قَبلَهُ
والذي بَعدَهُ
لَم يَكنْ غيرُها أرسَلَهْ
خوفَ أن تعترِفْ ..
أنَّها أرمَلَةْ