في شُرفَةِ البيتِ - عبدالعزيز جويدة

في شُرفةِ البيتِ المُقابلْ
كنتُ ..
أُحاولْ
رَصدَ الحقيقةْ
وأنا أراهْ
هذا هو
هو لم يَكنْ أحدٌ سِواهْ
قد كانَ يَنْظُمُ ذكرياتٍ داخلَهْ
ويَفرُّ مِن صَخَبِ الحياةْ
كوبٌ مِن الشايِ
ويَرشُفُ رشفةً مِن بعدِ أخرى
ثم تَخرُجُ ألفُ آهْ
قَرأَ الجريدةَ مرَّتينْ
هذا كتابٌ وانتهى منهُ
بِرفقٍ قد طَواهْ
فتحَ الحقيبةَ ،
قَلَّبَ الأوراقَ ، بعثَرَها شِمَالاً أو يَمينًا
كانَ يَصرخُ باحثًا
وكأنهُ طِفلٌ وتاهْ
قد عادَ يَرسُمُ لوحةً للشمسِ
تَغرَقُ في الظلامِ
ولم تَجدْ طَوقَ النجاةْ
ألقى إلى الشمسِ ..
بطوقٍ مِن خيالاتِ تعَدَّتْ ما عَرَفنا
مِن رُؤاهْ
ضبطَ المُنبِّهَ ، ثم نامْ
جَرَسُ المُنبهِ أيقظَهْ
فإذا بهِ ينهارُ لمَّا قد رأى
ما قد رآهْ
هو واقفٌ
وأمامَهُ تَمتدُّ جُثَّتُهُ بِنعشٍ
والناسُ خلفَ النعشِ قاموا
للصلاةْ