إِلى الجَالِسينَ لِما لا نِهايَة - عبدالعزيز جويدة

لِمَنْ يَفرِضونَ
عَلينا الوِصايَةْ
لِمَنْ يَحكُمونَ لِما لا نِهايَةْ
لمن يَعشقونَ بَريقَ الكَراسي
ونحنُ شُعوبٌ
تَجوعُ وتَعرَى
ودومًا تُقاسي
صُنوفَ المَآسي
أنا جِئتُ يا سادَتي الحاكِمينَ
أُحَدِّثُ عَنِّي
عنِ العَرَبيِّ في أيِّ أرضٍ
وهذا التِماسي
فهلْ مَنْ يُجيبُ
وهل مَن يُواسي ؟!
***
ومِثْلِيَ مِثلُ جميعِ العربْ
فَفَتَّحتُ عيني بتلكَ الحياةِ
وَجدْتُ العروبةَ تَجري بِدمِّي
وأجهلُ دومًا لِهذا سَبَبْ
وإنْ قلتُ : إنِّي أُحِبُّكُمُ
فهذا كَذِبْ
فأنتم بِوادٍ ، ونحنُ بِوادٍ
فعارٌ عليكُم
ويا لَلعَجَبْ
فدومًا أراكم ومِن خَلفِكم ،
ومِن تَحتِكم ،
ومِن فوقِكم ،
ومِن بينِكم ..
أُلوفُ الحَرَسْ
فكيفَ أبوحُ إليكم بِسرَّي
ولا أحتَرِسْ ؟!
ومِثليَ مِثلُ جميعِ العربْ
أمامَ الطُّغاةِ ..
نُصابُ جميعًا بِداءِ الخَرَسْ
***
إذا كانتِ القُدسُ مِنَّا تَضيعُ
بِدونِ اهتِمامْ
وشَعبٌ يُذَبَّحُ دونَ اهتِمامْ
وعِرضٌ يُهَتَّكُ دونَ اهتمامْ
وأنتم لَديكم خِيارٌ وَحيدٌ ..
خِيارُ السَّلامْ
خُذوا أهلَكم ،
وأبناءَكم ،
وزَوجاتِكم ،
وحُرَّاسَكم ،
وخُدَّامَكم ..
وهَيَّا اترُكونا ننامْ
أيا سادَتي الجالِسينَ طويلاً
ألا تَتعَبونَ لِطولِ المُقامْ
حَرامٌ عليكم ورَبِّي ..حَرامْ
زَكَمْتُمْ أُنوفَ الشعوبِ طويلاً
مَتى تَرحَلونَ ..
إلى غيرِ رَجعَةْ
ويُسْدَلُ فورًا
سِتارُ الخِتامْ ؟
***
ننامُ ونَصحو ..
ونُمسي ونُصبحْ
نَموتُ ونَحيا وأنتم علينا
فمَن ذا عليكم ؟
سلامٌ عليكم
فما عادَ شيءٌ سوانا لَديكم
وعِندي اقتراحٌ ..
خُذوا مَعَكمْ أرضَنا
خُذوها ورُوحوا
حلالاً عليكم
لأنِّي أُحِسُّ ..
بأنَّ الشعوبَ التي تَركَبونَ
لا تَستحقُّ وَرَبِّيَ ..
هذا الشَّرَفْ
شعوبُ العربْ
شعوبُ الجِيَفْ
شعوبٌ فقيرةْ
شعوبٌ حقيرةْ
تُثيرُ التَّقزُّزْ
تُثيرُ القَرَفْ
وأنتمُ أنتمُ أهلُ السِّيادةِ ،
أهلُ المَعَزَّةِ ،
أهلُ التَّرَفْ
خُذوها لَكم وهيَّا اترُكونا
ولنْ نَختَلِفْ
***
أيا سادَتي الجالسينَ طَويلاً
إذا ما رفَضْتُمُ أَخْذَ الدِّيارِ
سنترُكُ نحنُ الدِّيارَ
ونَرحَلْ
جميعًا سنرحَلْ
إلى حيثُ نَجهَلْ
وتُعطونَ مُهلَةْ ..
لِكلِّ الشعوبِ
بهذا الوَطَنْ
بِطولِ امتِدادِهْ
"مُحيطٍ .. خَليجٍ"
سنترُكُ كلَّ البِلادِ فَراغًا
لكي تَستَريحوا
وهاتُوا شُعوبًا سِوانا
شعوبًا ستَرضَى
بأنْ تَقْمَعوها ،
وأن تَسجِنوها ،
وأن تَقتُلوها
وأنتم لَديكمُ مالٌ كَثيرٌ
فهَيَّا اشتَروها
وصُوغُوا لَكم مَوطِنًا ..
جَميلاً ، أَنيقْ
بِكم سَيَليقْ
يُسَمَّى بِمُنتَجَعِ الحاكِمينْ
لِتأتُوا إليهِ
في أيِّ وَقتٍ لكي تَقمَعوا ،
وكي تَسجِنوا ،
وكي تَسحَلوا
في أيِّ حينْ
فتِلكَ الهِوايَةْ ..
بأرضِ العروبةْ ..
تُمارَسُ مُنذُ أُلوفِ السنينْ
وتَغدو هناكَ فُنونٌ عَديدةْ
فنونٌ جديدةْ
فنونُ المَهانَةْ ،
فنونُ الإعانَةْ ،
فنونُ الخِيانَةْ ،
فنونُ التَّوَسُّلِ والهَروَلَةْ ...
وقطعِ الرِّقابِ على المِقصَلَةْ
وسوفَ نُقيمُ في كلِّ عامٍ
لِهذي الفُنونْ
هُنا مِهرَجانًا كبيرًا
تُقدَّمُ فيهِ ألوفُ الجوائزْ
أُراهِنْ
بأنَّ الجميعَ سيربَحْ
ومِنكم سيخرُجُ مِليونُ فائزْ
لأنَّ نِكاحَ الشعوبِ غَريزَةْ
وصارَتْ لَديكمُ ..
أقوَى الغَرائزْ