انتِخاباتٌ حُرَّة - عبدالعزيز جويدة

الذاهبونَ إلى صناديقِ القمامةْ
يَتحاورونْ ، و يَسألونْ :
ماذا جَرى يا مُدَّعونْ ؟
في لحظةٍ قلبَ النظامُ طُقوسَهُ
وجميعُ حُرَّاسِ النظامِ يُهلَّلونْ
ويُحلِّلونْ ، ويُردِّدونْ
ويُتاجرونْ
وجميعُ حُراسِ النظامِ
على الموائدِ يرقصونْ
صاروا جميعًا في النظامِ فلاسِفةْ
ويُفسِّرونْ ، ويُقرِّرونَ
بأنَّ هذا العصرَ عصرُكْ
لولاكَ أنتْ
ما كانَ يُمكنُ أن يَكونْ
ماذا ستفعلُ سيِّدي ؟
مَن قالَ إنَّ كِلابَنا يَتغيَّرونْ ؟
هم دائمًا يَتحوَّرونْ
ويُفصِّلونَ لنا القوانينَ الجديدةْ ،
ويُطوِّرونْ
أما إذا قُلنا الحقيقةْ
تَجدِ الطغاةَ يُزمجرونْ
قالوا علينا : يائسونْ
قالوا علينا : شامتونْ
قالوا علينا : مُحبطونْ
لِمَ لَمْ يَقولوا : غاضبونَ وثائرونْ ؟
ماذا ستفعلُ سيِّدي ؟
في دولةِ التعريسِ دومًا جاهزةْ ..
كلُّ الحلولِ ،
وكلُ أبطالِ القوادةِ جاهزونْ
يا أيُّها الوطنُ الذي
مازالَ تُجَّارُ الدعارةِ في رُباهُ
يُعربدونْ
ماذا عنِ الإصلاحِ قلْ لي
طُفْ بنا
يا أيُّها المُتأصلحونْ
إصلاحُكمْ
في أن نُفرِّطَ في الكرامةِ دائمًا
في أن نَخونْ
في أن أبيعَ قضيَّتي
في أن يُضاجِعَ أرضَنا
" بوشُ المُعَظَّمُ " أو " شارونْ "
في أن نَدوسَ على المبادئِ والقيمْ
ويَصيرَ دِينُ اللهِ إفكًا أو جُنونْ
في أن نُسلِّمَ للعِدى " بغدادَنا " ،
أو نستهينَ " بقُدسِنا " ،
ننسى تواريخَ الخلافةِ
حيثُ كانَ الثائرونْ
إصلاحُكمْ
في أن نَصيرَ توافِهًا ، وشَراذمًا
لو تَقبضونْ
في أن نَصيرَ مَطيَّةَ الإصلاحِ
يحيا الراكبونْ
كيفَ ..
سيحكُمُنا بُغاةٌ مثلُكمْ ؟
كيفَ ..
سنأمنُ للذينَ بِعِرضِهِمْ
في أيِّ وقتٍ للزُّناةِ يُفرِّطونْ
ماذا تَبقَّى عِندَكمْ
فلقدْ خلعتُمْ كلَّ شيءْ
ووُريقةُ التوتِ التي كانتْ على عَوراتِكمْ
سَقطتْ ، وأصبحتمْ عرايا تَركُضونْ
مَن ذاقَ فيكم مثلما ذُقنا هنا ؟
هيَّا تَعالَوا واحكُموا
نحنُ الحُفاةْ ..
نحنُ العُراةُ الجائعونْ
مَن منكُمو ..
مازالَ أطفالٌ لهُ
في كلِّ أروقةِ الشوارعِ يَبحثونْ
عن لُقمةٍ ، عن كسوةٍ ،
عن أيِّ صدرٍ كانَ ، قاسٍ أم حنونْ
مَن منكُمو في الليلِ يَبحثُ عن دواءٍ
ليسَ يَملِكُ سِعرَهُ
ويرى الأحبَّةَ بينَ صَمتٍ يَرحلونْ
مَن منكُمو سكنَ المقابرَ مرَّةً
أو زارَها
أو عاشَرَ الموتى
ونامَ على جَماجمِهِمْ
وكانوا يَصرُخونْ ؟
مَن منكمو مازالَ يَنتظرُ الوظيفةْ
حتى أتاهُ ..
عامُهُ الخمسونْ ؟
مَن منكُمو مازالَ يَشقى كي(يُستِّرَ) بنتَهُ ؟
مَن منكُمو يا كافرونْ ؟
فبأيِّ حقٍّ تَحكمونْ
وبأيِّ حَقٍّ تأمرونْ ؟
الإرثَ نَرفُضُهُ ، ونرفضُ عُهرَكمْ
فهلِ الشعوبُ تُوَرِّثوها كالعقارْ
كلُّ البساتينِ الجميلةِ تُحتَضَرْ
كلُّ الرجالِ على المقاهي يَجلسونْ
مَن قالَ إن الأرضَ يا ولدي عَقيمْ ؟
الأرضُ تُنجِبُ كلَّ يومٍ عِندَما مِليونْ
لكنَّهمْ قد أغرقونا في دِمانا كالذبائحِ
فَرَّغونا مِن مضامينِ الحياةِ
وعَلَّقونا في السجونْ
تَبَّتْ أياديهِمْ دُعاةُ الهرولةْ
السارقونَ الساقِطونْ
يا أمَّةً حُكامُها صِنفُ العساكرِ وانتهتْ
أنَّى ستنهضُ أُمَّةٌ فيها العساكرُ يَحكُمونْ ؟