قرار - عبدالعزيز جويدة

قرَّرْتُ قطْعَ عَلاقتي
بجميعِ أصْنافِ النِّساءْ
قرَّرْتُ أنْ أبقى وحيدًا
رُبَّما في وَحْدَتي أجِدُ الشِّفاءْ
قد أرْهقَتْني رِحلتي ما بيْنَهُنْ
أنا ما استَرَحْتُ لِلَحْظَةٍ في حُبِّهِنْ
أنا كُلَّ يَوْمٍ في شَقاءْ
فَلِكلِّ عاشِقَةٍ طُقُوسٌ تَختلِفْ
وجَميعُهُنَّ طُقوسُهُنَّ شِتاءْ
قرَّرْتُ غَلْقَ مِلَفِّهِنَّ بِرُمَّتِهْ
فلعلَّني يومًا أُريحُ وأستريحُ
وقد يَطيبُ الدَّاءْ
قرَّرْتُ قطعَ عَلاقَتي بعيونِهِنْ ،
وخُدُودِهِنْ ،
وشِفاهِهِنْ ،
وبَقيَّةِ الأشياءْ
قاطعْتُ كلَّ أماكِنٍ قد زُرْتُها
وشَطبْتُ كلَّ قصيدَةٍ غَنَّاءْ
قاطعتُ كُحْلَ عُيونِهِنَّ
لأنَّهُ ..
جَعلَ العيونَ منازِلَ الشُّعراءْ
ورفضتُ طِيبَ عُطورِهِنَّ لأَنَّهُ
لو مسَّني ستُميلُ رأسي ..
هذهِ الصَّهْباءْ
قاطعْتُ أصْباغَ الأظافِرِ والشِّفاهِ
لأنَّها ..
لِي ..
كَمْ أعادتْ ذِكرياتِ لقاءْ
قَرَّرْتُ قطعَ عَلاقَتي مُتعمِّدًا
لِي ألفُ عُذْرٍ ، ليسَتِ الأهواءْ
أنا شاعِرٌ
هل تَعرِفونَ الآنَ معنى شاعرٍ ؟
وهلِ الرِّجالُ لَدى النِّساءِ سَواءْ ؟
إنِّي أموتُ بِكلِّ حرْفٍ أكتُبُهْ
وأنا المسيحُ أسيرُ فوقَ الماءْ
وأُذيبُ قلبي في التي أحبَبْتُها
وأكونُ فيها آخِرَ الشُّهداءْ
أنا شاعرٌ
لا شيءَ أملِكُ غيرَ نَهْرِ مشاعِرٍ
وعلى الضِّفافِ قصائدٌ خَضراءْ
أنا ألفُ قيسٍ لو تُقاسُ مشاعِري
معَ أنَّني لا أسكُنُ الصًّحْراءْ
الحُبُّ لا وَطَنٌ لهُ
كلُّ البِلادِ بلادُهُ
هو حاكِمٌ ،
هو آمِرٌ ، هو ظالِمٌ
هو أنبَلُ النُّبلاءْ
قرَّرْتُ قطعَ عَلاقتي بجميعِهِنَّ
لعلَّني ...
أرتاحُ مِن "هندٍ" ،
ومِن "هَيْفاءْ"
وأدَرتُ وجهي
كي أُ حَدِّثَ بالذي قرَّرْتُهُ
فَوجَدْتُهُنَّ ضَحِكْنَ في استِحياءْ
فإذا الذي قرَّرْتُهُ ..
أنْكَرْتُهُ ،
أحرَقْتُهُ ...
لِي ألفُ عُذْرٍ
مَعْشَرَ القُرَّاءْ