على باب الهوى - عبدالعزيز جويدة

على بابِ الهوَى كنتُ
أنا وحدي
طَرقْتُ البابَ لم يُفتحْ
خلعْتُ المِعطفَ البالي
وقد قلتُ ..
لشَخصٍ كانَ يَرمُقُني
ولمْ يُفصِحْ :
أَمِن أحدٍ وراءَ البابْ ؟
فلمْ يَعبأْ
فقلتُ لهُ :
أنا واقفْ ..
ولن أبرحْ
دعاني منهُ أقتربُ
جلستُ أمامَهُ يَشرحْ
وعَرَّفَني ..
لماذا البابُ مَسدودٌ ولا يُفتحْ ،
وحذَّرَني ..
بأنَّهُ مَن أتَى للبابِ يَفتحُهُ
فإما ماتَ مَهمومًا
وإما خَلفَهُ يُذبحْ
***
وراءَ البابِ غاباتٌ ،
سماواتٌ ،
وأنهارٌ مِن الياقوتِ والمَرْجَانْ
بِمِسْكٍ شَطُّها يَنضَحْ
وخلفَ البابِ أهوالٌ ، وإعصارٌ ،
وريحٌ تَحملُ البُلدانَ
تَنقُلُها إلى المَسرحْ
أنا حاولتُ في يومٍ
أُحطِّمُهُ ..
ولم أنجحْ
فحاوِلْ ربَّما تُفلِحْ
***
وغابَ الشخصُ عن عَيني
وصَاياهُ كَسكِّينٍ بكلِّ دَقيقةٍ تَذبحْ
وهاأنذا ظَللتُ العُمرَ أنتظرُ ..
أمامَ البابِ كي يُفتحْ
ولم يُفتحْ
وهاأنذا أرَى غيري
أتَى يَسألْ ..
أجبتُ وظنَّني أمزحْ
فقلتُ البابُ يا ولدي
لهُ مِفتاحْ
بِبحرٍ ما عَرَفناهُ
بهِ الحوتُ الذي في بطنِهِ المفتاحُ
لا يَسبحْ
ومطلوبٌ إذا جئتَ ..
بهِ يومًا
بأن تَرعاهُ عامينِ
بدمِّ القلبْ
وتَبقى بعدَها عامينِ
لا تَحزنْ ،
ولا تَفرحْ
وتأتيَنا بحَصْواتٍ
مِن الشمسِ
وكلبٍ عاشَ عَشرَ سنينَ
لم يَنبحْ
وتَغسلَ كلَّ هذا الكونِ في يومٍ
بماءِ الوردْ
وماءُ الوردِ من وردٍ
إذا لامستَهُ يَجرحْ
ويَبقَى كلُّ هذا السرِّ لا يَدري ..
بهِ أحدٌ ، ولا تُفصِحْ
وتَبقَى خلفَ هذا البابِ مجذوبًا
تُسَبِّحُ فيهِ باسمِ الحبْ
عَسى في لحظةٍ يَسمحْ
تُقدِّمُ وقتَها القربانْ
وتَذبحُ قلبَكَ الولهانْ
بِسِكينٍ مِن الرَّيْحانِ ..
قُمْ واذبحْ
وبعدَ الذبحِ تُحرِقُهُ
بِنيرانٍ مِن الأشواقِ
تَنثُرُهُ
على الجُدرانِ والأسطُحْ
وتَصرخُ صرخةَ العشاقِ
يَهتزُّ ..
لها الكونُ
فتسمعُ مَنْ وراءَ البابْ
يُنادي البابَ ..
أن يُفتَحْ
***