فِي لَحْظَةِ كُنْ - عبدالعزيز جويدة

(1)
في لَحظةِ كُنْ
هلْ كانَ يُريدُ الخالِقُ أنْ ... ؟
حاشا للهْ ..
مِن سُوءِ الظَّنْ
فلِماذا نأتي للدنيا ؟
جِئنا لِنُعمِّرَ هذا الكَونْ
والكَونُ عَذابْ
لِتُحِسَّ بأنَّ الكونَ يَدورْ
وبأنَّ جُذورًا
مُدَّتْ مِن أصل الكونِ المَفقودْ قد
وبأنَّ هنالِكَ مَوجودْ
أحياكَ لِكي تَبقَى واقِفْ
كَوُقوفِ السيفْ
في وَجهِ الزيفْ
لَكنْ إيَّاكَ وأنْ تَغتَرْ
فلأنَّكَ ضَيفْ
اعلَمْ إنْ طالَتْ أيَّامُكْ
لابُدَّ وأنْ تَرحَلَ يَومًا
كَسَحابَةِ صَيفْ
(2)
ولماذا الحُبْ ؟
الحبُّ حَنينٌ أبَديٌّ تَحمِلُهُ الأرضْ..
طُوفانًا في وَجهِ البُغضْ
الحبُّ رِسالةُ غُفرانٍ
مِن بعضِ الناسِ إلى البعضْ
الحبُّ عِناقُ الأرواحْ ،
عِطرٌ فَوَّاح ،
نُورٌ يَتَجدَّدُ داخِلَنا ،
وشِفاءُ الجُرحْ
الحبُّ سماءٌ لا تُمطرْ..
غيرَ الأحلامْ
الحُبُّ سَلامْ
(3)
ولِماذا الحِيرةُ تَقتُلُنا ؟
الحيرةُ شَكٌّ في شيءٍ
يَحتاجُ إجابةْ
والكَونُ سُؤالٌ مجهولٌ
سِردابٌ يُفضِي لِكآبَةْ
والعمرُ وإنْ طالَ سَحابةْ
تُمطِرُ أيَّامَكَ بِرَتابةْ
يَفنَى عُمرُكْ ،
يُقضَى أمرُكْ ،
يَنبُتُ قبرُكْ ..
والقبرُ شَهادةُ مِيلادٍ
لِوُجودٍ آخَرْ
والحيرةُ إنسانٌ حائرْ
دومًا يَتساءَلُ في صَمتٍ
ولِماذا تَأتي للدنيا ..
إنْ كنتَ بِها طَيفًا عابِرْ ؟
(4)
ولِماذا المَوتْ ؟
والمَوتُ رِداءْ
يَتَدَثَّرُ فيهِ الأحياءْ
الموتُ نِداءْ
مِن طينِ الأرضِ تَشَكَّلْنا
وإليهِ نَعودْ
الموتُ دَليلٌ قَهَّارْ
ليُفيدَ بأنَّ هُنالِكَ مَوجودْ
الموتُ دليلٌ جَبَّارْ
أنَّ الجَبَروتَ لَهُ آخِرْ
أنَّ الأيَّامَ وإنْ حَسُنَتْ
طَيفٌ زائرْ
أنَّ التَّابوتَ هو السُّكنَى
لِمَليكِ القصرِ أوِ الخادِمْ
هل تَفهَمُ هذا الإيجازْ ؟
المَوتُ ..
لُغزُ الألغازْ
لحظةُ إعجازْ
يَتَحطَّمُ فيها هَيكلُنا
ويَمُدُّ اللهُ لنا يَدَهُ
كي يَأخُذَ نَفْخَتَهُ الأولَى
(5)
ولِماذا دَومًا نَتَألَّمْ ؟
الآهُ وَقودُكَ كي تَحلُمْ
ما العُمرُ بِدونِ الأحلامْ ؟
الحُلمُ شُعورٌ دَفَّاقْ
كَنْزُ الأوهامْ
فَنُصَدِّقُ كِذْبَ الأيَّامْ
ونُحَلِّقُ في أُفُقٍ رَحْبٍ
أُفُقٍ بَسَّامْ
لكنَّ العمرَ كما تَعرِفْ ...
العمرَ سِهامْ
يَبريها القَدَرُ ويَرمينا
فَنَخِرُّ حُطامْ
(6)
ولِماذا الخوفْ ؟
الخوفُ تَميمَةُ مُرتَحِلٍ
مِن أجلِ بَقاءْ
الخَوفُ نِداءْ
وغَريزةُ إنسانٍ يَحلُمْ
مِن أجلِ بَقاءْ
قد يَشكو الدنيا ، يَلعَنُها
يَلعَنُها صُبحًا ومَساءْ
لكنْ لَو قُلتَ لهُ : دَعْها
تَمْتَمَ ، وتَلَعثَمَ ، واستاءْ