صَمتُ الدُّروبِ المُوحِشَة - عبدالعزيز جويدة

يَمتَصُّنا صَمتُ الدُّروبِ المُوحِشَةْ
يَمتصُّنا هَولُ المُفاجَأَةِ التي
تأتي لَنا مِن غيرِ وَعدْ
يأتي الشتاءُ بلا مَطَرْ
يَبكي الشَّجرْ
تتأهَّبينَ بِبَسمةٍ
للطارقِ الموعودْ
أحبابُنا
لَم يَطرُقوا أبوابَنا
من ألفِ عَهدْ
جَفَّتْ على الشَّفَةِ الحزينةِ بَسمَتي
سقطَتْ أمامي
دُستُها مِن غيرِ قَصدْ
مُتَسرِّعٌ في كلِّ شيءْ
كي أسبِقَ الأيَّامَ
أُلقي بالحقيقَةِ في قِطارِ الحُلمِ
قبلَ رَحيلِهِ
يا لَيتَ .. لَيتْ
ضاعَتْ مَلامِحُ وَجهِنا
ورَجعتُ أبحثُ بينَ آلافِ البُيوتْ
عن أيِّ بيتْ
حَدَّثْتُ وَحدي نَجمةً
والكونُ صَمتْ
والصَّمتُ مَوتْ
أنا عِشتُ أركُضُ
خَلفَ صَحراءِ الظَّهيرةْ
وأنا على هذي الوَتيرَةْ
أجري كَظَبيٍ خَلفَهُ
عِشرونَ سَبعٍ في جَزيرةْ
وأظَلُّ أحلُمُ بالهَناءِ لَكِنَّما
فَرَسُ الحقيقةِ جامِحٌ
بِصَهيلِهِ ..
قد هَزَّ قلبي
فاعتَرَتْني القُشْعَريرَةْ