مَا عَادَ لي فِيهِم غَرَض - عبدالعزيز جويدة

عُمَلاءَنا النُّجَباءْ !!
يا ليتَكُمْ تَستوعِبونَ الدرسْ
في هذهِ الحَلَبَةْ ..
سَقطَ الحِمارُ
ولمْ يَعُدْ
إلا سُيُورُ العَرَبةْ
يا ليتكُم تَستوعِبونَ دُروسَكم مما حَدَثْ
سَقطَ الحمارُ لأنَّهُ لم يَكْتَرِثْ
ولأنَّهُ ..
ما كانَ يَدري مُطلقًا
ما الفرقُ ما بينَ العَليقَةِ والرَّوَثْ
ولأنَّهُ ..
قد كانَ يَقْتُلُ دائمًا
من غيرِ أنْ يُحصِي لنا
عَدَدَ الجُثثْ
سَقطَ الحِمارُ المُفترِسْ
قد خَانَهُ أحبابُهُ ،
ورِفاقُهُ ،
والشعبُ ،
وجَميعُ الحَرسْ
سقطَتْ تماثيلُ الحِمارِ
ولمْ يَعُدْ
غيرُ التَّعجُّبِ ، والبلاهَةِ ،
والخَرَسْ
قد أوهَموهُ بأنهُ ليسَ الحمارَ
وإنَّما أغلى فَرَسْ
***
عُملاءَنا
لا فَرْقَ حَقًّا عندنا
ما بينَ مَلْكٍ أو رَئيسْ
فجميعُكم فوقَ الكراسي
مثلُ أكياسِ الطَّحينِ
وليسَ يَعنينا الجَليسْ
في أيِّ وقتٍ ما نَشاءُ سَنخلَعُهْ
مثلَ الحِذاءِ لأنَّهُ ..
"ابنُ الخَسيسْ "
إنَّا لَدينا دائمًا أمثالُكم
أعدادُكم لا تَنتهي
ومِنَ البدائلِ عِندَنا مِليونُ كِيسْ
يا أردأَ العُملاتِ في سوقِ الخِيانةِ
ما بِكُم أحدٌ نَفيسْ
***
عُملاءَنا
إيَّاكُمُ ..
أنْ تَسمعوا صَرَخاتِ شَعبْ
فلكُلِّ كَلبٍ منكُمُ ..
الحقُّ في إذلالِ شَعبٍ ..
"ابنِ كَلبْ"
وجُيوشُكم نَوعٌ من الديكورِ
إنْ تَستخدِموها لِنتاجِ بيْضٍ ،
أو دَواجِنَ ..
يُستَحَبْ
أو في المرورِ إذا أردتُمْ
يَقفونَ يُعطونَ التحيَّةَ ،
أو لأمنٍ يُستَتَبْ
أمَّا الدفاعُ ، وحقُّ تَقريرِ المَصيرِ ،
وغيرُهُ ..
إنَّا نُحذِّرُكم جميعًا
من وُقوعٍ في المَطَبْ
وطعامُكم ، وشرابُكم مُتوفِّرٌ كإعانَةٍ
فلِكُلِّ كلبٍ دائمًا في الأرضِ رَبْ
***
عُملاءَنا
نَدري بأنَّ شُعوبَكم مَقهورةٌ
ولذا تُفتِّشُ عن خلاصْ
نَدري بأنَّ شعوبَكم مَمنوعةٌ
من ألفِ ثأرٍ عندَكم
ولِذا تُفكِّرُ في القَصاصْ
إنَّا نَغُضُّ الطَرْفَ عن كل الجرائِمْ
فلطالَما نحتاجُكم
ماذا سنفعلُ ..
لا مَناصْ
أما إذا يومًا غَضِبنا فاعلموا
أنَّ الحَميرَ تَموتُ رَميًا بالرَّصاصْ
***
عُملاءَنا
يا لَيتَكم تَستوعبونَ الدرسَ
إنَّ المدرَسةْ
مَفتوحةٌ ، ومُجهَّزةْ ،
ومؤسَّسةْ
وتُوزِّعُ الزيَّ الموحَّدَ دائمًا
فالزيُّ زيُّ "المريَسةْ"
نُعطيكُمُ المصروفَ شهريًا
ولا نُلقِي ببالٍ للشعوبِ المُفلِسَةْ
هَذي حَقائبُكم
فقوموا واحمِلوها في هُدوءٍ
مَنْ سنسمعُ صوتَهُ
سَهلٌ لنا أن نُخرِسَهْ
ومناهِجُ التَّعليمِ في أصلِ الخِيانةِ
فاحفظوا عن ظَهرِ قلبٍ
بينَكم ستصيرُ ألفُ مُنافسَةْ
من يجتَهدْ
فلهُ مُكافَأةُ اجتِهادٍ قيِّمةْ
نُعطيهِ كأسَ الغَطْرسَةْ
أما الذي منكم سيرسُبُ
مثلَ صِرصارٍ حقيرْ
من حقِّنا أن نَدهسَهْ
***
عُملاءَنا النُّجباءَ
في كل الأماكِنْ
بالعالَمِ العربيِّ
إنَّ "الأجندَةَ" مُتخَمةْ
بغدادُ دانَتْ دونَ أيِّ مُقاوَمةْ
شكرًا لكم
الدَّرسُ قاسٍ
والمسائلُ مُبهَمةْ
من ذا الذي قد باعَ أو قد بِيعْ ؟
كلُّ الذي قد كانَ .. كانَ
ونحنُ قَطْعًا نعلَمُهْ
فالمسرحيَّةُ أُنهِيَتْ
وعَميلُنا قَبَضَ المُرتَّبَ وانتهَى
ماتَ العميلُ ،
أوِ انتَحرْ
مَنْ سَلَّمَهْ ؟
يا أيُّها الأوغادْ
من ذا يكونُ "مُسَيْلمَةْ" ؟
رَفعوا الأصابِعَ كلُّهم
وتَشاجَروا ، وتَقاتَلوا ..
كلٌّ يقولُ عنِ الذي بِجوارِهِ :
هو كاذِبٌ
أنا مِن تُريدُهُ سَيِّدي
فأنا العميلُ مُسَيلمةْ
دَخَلَ الرئيسْ
سَكتوا جميعًا في هَلَعْ
وإذا الذي قد كانَ يَصرُخُ
في صُمودٍ ..
قد وَقَعْ
نَظرَ الرئيسُ إليهمُ
وأشاحَ عنهُم ، وامتَعَضْ
سألَ الرئيسُ رِجالَهُ :
مَن هؤلاءِ ؟
وما الغَرضْ ؟
قالوا لهُ :
عُملاؤُنا
هُم قد أتَوا مولايَ ، كانَ المُفتَرضْ ...
مَن ذا يَكون ؟
هذا أتى مِن أجلِ نَجلٍ عِندَهُ سَنُعيِّنُهْ
كي يَخلُفَهْ
ونَعُدُّهُ حَدَثًا عَرَضْ
مَن ذا يكونْ ؟
هذا يُعاني من مرَضْ ،
وكذلِكَ الجالِسْ
هُناكَ ،
وذاكَ جاءَ لِيَقْتَرِضْ ...
دَعهُم معَ الخُدَّامِ حتى يأكُلوا
ثُمَّ اصرِفوهم في عَجَلْ
ما عادَ لي فيهِم غَرَضْ
ما عادَ لي فيهِم غَرضْ