ماذا تُريدُ الآن - عبدالعزيز جويدة

تعليق على اعتذار الرئيس بوش
بعد فضيحة سجن أبو غريب في دولة العراق الشقيقة
***
يا سيِّدي "بوشَ" العظيمْ
ماذا يُفيدُ إذا اعتذرتَ
أو امتعضتْ ؟
فأمامَنا وجهُ الذينَ يُقتَّلونْ
وأكُفُّ أطفالٍ صِغارٍ
للمدارسِ ذاهبونْ
وصُراخُ نِسوتِنا اللواتي يُغتَصَبنَ ..
في السجونْ
وعلى المنابرِ رأسُ شيخٍ
كانَ يَدعو للصلاةِ
بصوتِهِ العذبِ الحَنونْ
وشُموخُ نَخْلاتٍ تَهاوَتْ
وَسْطَ طُوفانِ القذائفْ
هي مُلتقى العشَّاقِ دومًا
عندَما يَتواعَدونْ
***
ليلُ الفضائحِ مُرعِبٌ
سيُطاردُكْ ..
أنَّى تَكونْ
هذا الذي قد جئتُمو مِن أجلِهِ
قُلتُمْ أتيتُمْ للعراقِ تُحرِّرونْ
شُكرًا على تَحريرِكمْ
شكرًا على تَنكيلِكمْ
شكرًا على زمنِ الفضائحِ ،
والفظائعِ ، والمُجونْ
يا أيُّها العارُ المُظَفَّرُ
بانتصاراتِ الكَذِبْ
إنَّا جميعًا واهِمونْ
حريَّةٌ ، وكرامةٌ ، وعَدالةٌ
هذي الشعاراتُ السخيفةُ
قد مَللناها ، وملَّ المُدَّعونْ
يا سيِّدي بوشَ الملطَّخَ
بالدَّمِ العربيِّ وَيحَكْ
واللهِ دَمُّنا لن يَهونْ
سنُحيلُها نارًا عليكمْ
وعلى الذينَ يُهَروِلونْ
يا سيدي بوشَ الذي أنيابُهُ
مَغروسةٌ في لحمِنا
يا سيدي بوشَ الذي
قد جاءَ يَسطو
مثلَ قُرصانٍ على خَيراتِنا
هذي جنودُكَ في جنونٍ بَربريٍّ
قَطَّعوا نَخْلاتِنا
وقد استحَلُّوا نَهرَنا
شَرِبوا المياهَ .. تَبوَّلوا فيهِ ..
استَباحوا عِرضَنا
تَتَرٌ جُدُدْ
جاءوا لَنا
نحنُ _ الهُنودَ الحُمرَ _ نَصرُخُ
كلَّما اغتَصَبوا النساءْ
ونَهُزُّ في فَرَحٍ عجيبٍ رِيشَنا
***
يا سيِّدي بوشَ العظيمْ
قالوا بأنَّكَ قد غَضِبْتْ
غَضبًا شديدًا عندَما
عرَضوا عليكَ المسألَةْ
واستأتَ جِدًّا عندَما
قد أبلغوكَ المهزَلَةْ
في سِجنِكَ المشهورِ قد بدَأتْ طُقوسُ العارِ ،
دَوَّتْ كانفِجارِ القُنبُلَةْ
حقًّا ..
تُحاوِلُ حِفظَ ماءِ الوجهِ لكنْ
كيفَ هذا !
إنَّ الحِكايةَ مُخجِلَةْ
ولأنَّنا العربُ الكِرامُ تسامُحًا ،
وتَرَبُّحًا ، وتَنَطُّعًا
وجُذورُنا متأصِّلَةْ
جئنا إليكَ لِنعتََذِرْ ..
عن أنَّنا في لحظةٍ
جئنا ببعضِ اللومِ نحوَ سِياسَتِكْ
ولقد تَجرَّأنا عليكَ
بعرضِنا بعضَ الفضائحِ ،
والفظائعِ سيِّدي
مِن فِعلِ حُرَّاسِكْ
دَعنا نُقبِّلُ في يَديكْ
شُكرًا لأنَّكَ سيِّدي
أبديتَ سُخْطًا ليسَ يُبديهِ العربْ
يا أيُّها العربيُّ أكثرَ مِن عُروبتِنا
لا تُعْطِ للأشياءِ أكثرَ سيِّدي
مما يَجِبْ
حُكَّامُنا فعلوا بِنا واللهِ أكثرَ منكُمو ..
مِليونَ مَرَّةْ
ما عندَنا شَخصٌ تَجرَّأَ
أو تَساءَلَ عَن سَببْ
***
يا سيِّدي بوشَ المعظَّمْ
جئنا إليكَ لِنعتذرْ
عن وَجهِ كلِّ سَجينْ ..
لَم يُعجِبِ السَّجَّانْ
جئنا إليكَ لنعتذرْ
أنَّ الشَّواذَ جُنودَكُمْ
قالوا لكُمْ :
بالمُستَوى المطلوبْ ..
ما كانتِ الغِلمانْ
جئنا إليكَ لنعتذِرْ
عَمَّا صَدَرْ
مِمَّنْ تَمرَّدَ لحظةً
أو أعلنَ العِصيانْ
جئنا إليكَ لنعتذرْ
عنْ كلِّ كلبٍ ذاقَ يومًا لَحمَنا
وأصابَهُ الغَثَيانْ
يا سيِّدي بوشَ العظيمْ
يا سيِّدي لو كانَ بالإمكانْ
لجمَعتُ كلَّ شُعوبِنا
ومنَ المُحيطِ إلى الخليجْ
تأتي إليكَ مُهَروِلَةْ
كي تَعتَذِرْ ..
في ساحَتِكْ
وأمامَهُمْ حُكَّامُنا الخِصيانْ
فشُعوبُنا قد صارَ يَقتُلُها القَلَقْ
حُزنًا عليكَ لأنَّهُمْ
عَلِموا بأنَّكَ سيِّدي ..
غَضْبانْ
***
يا سيِّدي بوشَ العظيمْ
أنا جئتُ مَندوبًا ..
وعن كلِّ العربْ
أستَحلِفُكْ ..
باللهِ ، بالقرآنْ
تَرضَى علينا سيِّدي
أَشمِلْ عطاءَكَ سيِّدي ..
بالصَّفحِ والغُفرانْ
هذا اعتذاري سيِّدي
عن كلِّ أفعالِ العربْ
عن أيِّ شيءٍ كانْ
بعدَ اعتِذاري سيِّدي
ماذا تُريدْ ؟
أ تُريدُ أن أخلَعْ ..
لِباسي" الآنْ ؟ "