إلى المودعة الجميلة - علي محمود طه

زهراتك الحمر التي أسلمتها
بيدي موجّعة يمين مودّع

لما وصلت إلى المصيف حملتها
كالطّفل نام على ذراع المرضع

أمشي بها فوق الرّمال كأنّني
أمشي بطيف في الظّلام مقنّع

مضموموة الورقات طيّ غلالة
و سمت بطابع ذوقك المترفّع

محجوبة كأميرة شرقيّة
قي هودج أستاره لم ترفع

حتّى إذا أويتها بعد السّرى
و خلعت عنها لبسة المتمنّع

هشّت لآنيتي و أشرق لونها
و تردّدت أنفاسها في مضجعي

و مضت تخالسني حييّ لحاظها
لا تشتكي سهرا و فرط تطلّع

هي أنت ، أطياف تعانق ناظري
و تصبّ حلو حديثها في مسمعي

هي أنت ، أطياف نعانق مهجتي
و تفرّ حين تحسّ حرقة أضلعي

أمست تعابثني و ملء شفاهها
من مغرياتك بسمة لتولّعي

و مكرت مكرم يا حبيبة و انقضى
ليلي، و أنت لديّ ساهرة معي

أرسلتها عينا عليّ رقيبة
تأتيك بالخبر العجيب الممتع

تحصي حراكي إن مشيت لشرفتي
و تعدّ خطوي إن رجعت لموضوعي

شهدت بأني مذ تركتك حائر
متفرّد بصبابتي في مخدعي !!

***