أغنية ريفية - علي محمود طه

إذا داعب الماء ظلّ الشّجر
و غازلت السحب ضوء القمر

وردّدت الطير أنفاسها
خوافق بين النّدى و الزّهر

و ناحت مطوقة بالهوى
تناجي الهديل و تشكو القدر

و مرّ على النهر ثفر النّسيم
يقبّل كل شراع عبر

و أطلعت الأرض من ليلها
مفاتن مختلفات الصور

هنالك صفصافة في الدّجى
كأنّ الظّلام بها ما شعر

أخذت مكاني فس ظلّها
شريد الفؤاد كئيب النّظر

أمرّ بعيني خلال السّماء
و أطرق مستغرقا في الفكر

أطالع و جهك تحت النّخيل
و أسمع صوتك عند النّهر

إلى أن يملّ الدّجى و حشتي
و تشكة الكآبة مني الضّجر

و تعجب من حيرتي الكائنات
و تشفق منّي نجوم السّحر

فأمضي لأرجع مستشرفا
لقاءك في الموعد المنتظر!!