الرجل - علي محمود طه

سافو : بليتيس ! تاييس !
..........................

الحوريتان :............
ماذا؟ .....................

سافو : أنظر ..........
...........................

.......................
فثمت أعجوبة تظهر

هرميس : تعال فتى الشّعر ..
.....................

تاييس : يا للسماء !
...............................

...................
أ بالشعر أم فتى تسخر ؟

سافو : أهذا هو الآدميّ العظيم ؟
..................

بليتيس : ......................
ألا شدّ ما يخدع المنظر

تاييس : تصّورته من أحاديثه
فتى لوسامته يؤثر

هرميس : تريدينه صورة أم فتى
تهللّ فيه الحجى و ابتسم ؟

سافو : رأيت الرّجولة كلّ الجمال
هو الرّجل الفرد في المزدحم

تراه على النّبع يعلي الغطاء
و يدلي الدلاء و يسقي الغنم

و يحدو العذارى إلى دارهنّ
حييّ الخطى موسويّ القدم

هرميس : لشدّ الذي قلته يا ابنتي
كلاما توهّج منه الحنين

تعالي هنا و الثّمى جبهة
هزأت بها و هي حلم السنين !

بليتيس : تدنو من الشاعر و تلمس بيدها صدره و تمر بها على وجهه :

أمن خمل السّحب هذا الدثار ؟ و من حمإ الأرض هذا الجبين ؟

هرميس : دعي طيفه و انظري روحه
ففيها الصّبا و الجمال المبين

بليتيس : هل الرّجل الرّوح ؟
.............................

تاييس : لا . إنّه
محيّا ترقرق فيه الوسام

و عينان بالسحر تستأثران ..
.............................

سافو : .....................
خيال لعمرك هذا الكلام !

محيّا و عينان ..؟ ما في الرجال
سوى كلّ أصيد سبط القوام

ذراعاه تستدرجان الخصور
و في شفتيه حديث الغرام !

هرميس محدثا نفسه في قلق و ذهول :

تنزّهت عن شبهة عالمي
و لا رابني فيك ما أسمع

عهدت البراءة فيمن تظلّ
فمالي من ريبة أفزع ؟

و أبدعت خلقا و لكنّني
أراه إلى عبث ينزع

سبى السّحر أجمل أرواحه
فأنطقهنّ بما يخدع

أفي عالم الرّوح تفشو الظنون ؟
و ينطق روح بهذا الكلم ؟

أسائل نفسي .. أشيطانه
توسوس لي ؟ أم ملاك أثم ؟

أم الشّك آذنني بالصراع ؟
أم حلّ بي غضب المنتقم ؟

صوت السماء : في موج من الأنغام الشجية :

بل البعث آذنهنّ الغداة
فلا تلحقهنّ و لا تتّهم