الطّيف الآدمي - علي محمود طه

أتخشى لقانا سليل السّماء
أتحذرنا أم تخاف الضّياء ؟

الشاعر: يهم بالظهور فيحس أن له جسدا و إنه لم يعد روحا مجردا.

محدّثتي ما أحب اللّقاء
لقد حال جسمي دون اللقاء

و كنت تخّلصت من طيفه
فلفّته حولي يدّ في الخفاء

كأنّي أهذي بأضغاث حلم
أو إنّي ضللت طريق السّماء !!

تاييس : بلتيس .. سافو.. الفرار ! الفرار!
فقد لبس الرّوح طيف البشر !

أتبصره جسدا عاريا ؟
و تقربه ؟ تلك إحدى الكبر !

هرميس : على رسلكنّ فقد عاقبته
بأقوالكنّ بنات القدر

تاييس : لقد عاقبته بأشعاره
فياليته ما هذي أو شعر

الحوريات يتلفتن إلى هرميس و قد سمعن الشاعر يصرخ في خبئه:

هرميس : أتصرخ ؟ ويحك إنّ السّماء
لتأخذها صرخات الألم

من الغيم يا شاعري فالتمس
دثارك و اخصف به من أمم

و خذ من جناحيّ ما تتّقي
به السّماء عثار القدم

و أقسم ما رمت غير الحنان
و أنّي زعيم بهذا القسم