(إلى راقصة) - علي محمود طه

بعينيك يا ملهم الخاطرا
و يترك كلّ فتى شاعرا

فيا فتنة من وراء البحار
لقيت بها القدر السّاخرا

دعتني فجمّعت قلبي لها
و ناديت ماضيّ و الحاضرا

و أقبلت في موكب الذّكريات
أحيّ الخميلة و الطّائرا

و ساءلني القلب: ماذا ترى؟
فقلت : أرى حلما عابرا

أرى جنّة ، و أراني بها
أهيم بأرجائها حائرا

ملأت بتفّاحها راحتيّ
و بتّ لكرمتها عاصرا

و ذقت الحنان بها و الرّضى
يدا برّة و فما طاهرا

فيا ليلة لم تكن في الخيال
أجدّت لي المرح الغابرا

أفاءت على النيل سحر الحياة
و أحيت لشعري به سامرا

نسيت لياليّ من قبلها
و كنت لها الوافي الذّاكرا

سلي من أثارت بقلب الفتون
و خلّته محتدما ثائرا !

بربّك ! من ألف الأصغرين
و علّق بالنّاظر النّاظرا

إذا أطلق الضّوء أطيافه
و لفّ بها خصرك الضّامرا

و طوّق نحرك لحظ العيون
و عاد بكرّته حاسرا

و وقعّت من حسرات القلوب
على قدميك الصّدى السّاحرا

و جدّث كلّ فتى نفسه :
أرى الفنّ أم روحه القاهرا ؟

تمثّلته طيف إنسانة
و مثّل فيك الصّبا النّاضرا !!